02 أغسطس 2014

من جالس جانس





من جالس جانس
الشيخ/ رائد عوض الغتنيني


روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اﻷرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف)
والعاقل الحصيف من يخالط اﻷفاضل ، ويعاشر اﻷماثل ، لا يصافي غريبا حتى يسبر أحواله ، ولا يؤاخي مستورا حتى يكشف أفعاله. 
ﻷن المرء موسوم بسيماء من قارب ، موصوف بأفعال من صاحب . 
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


(الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل )


رواه أبو داود والترمذي 
والمعنى : فليتأمل وليتدبر أحدكم من يخالط ، فإن رضي دينه وخلقه صاحبه ،
وإلا صارمه وباينه. 
ومن جميل ما نظم:


ابل الرجال إذا أردت إخاءهم 
وتوسمن أمورهم وتفقد 
فإذا ظفرت بذي اﻷمانة والتقى 
فبه اليدين قرير عين فاشدد 
وقال القرافي رحمه الله : 


( ما كل أحد يستحق أن يعاشر ويصاحب ويسارر).
قال أبو حاتم رحمه الله : ( ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم ، كما أن من يدخل مداخل السوء يتهم). 
ووعظ ابن المعلى رحمه الله ابنه فقال : (إياك وإخوان السوء ، فإنهم يخونون من رافقهم ، ويحزنون من صادقهم ، وقربهم أعدى من الجرب ، ورفضهم من استكمال اﻷدب).
وقيل : الجليس الصالح كالسراج اللائح ، والجليس الطالح كالجرب الجائح .
فزايل أهل الريب ، وانئا عن أهل الفسوق ، وصارم أهل الفجور ، وأعرض عن أهل السفه والتفريط ، فكم جلبت خلطتهم من نقمة ، ورفعت من نعمة ، وأحلت من رزية ، وأوقعت في بلية .
ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا .
ومن يكن الغراب له دليلا 
يمر به على جيف الكلاب 
وخير الجلساء واﻷخلاء من تذكر بالله رؤيته ، وتنفع في الحياة حكمته ، وتعين على الطاعة نصيحته وسيرته .
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين
فيا فوز من وعى ، ويا سعادة من إلى ربه سعى .
وصلى الله وسلم على الهادي محمد وآله وصحبه أجمعين .


نشرة المسرة العدد الثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا زائرنا الكريم يسعدنا كثيرا ان تنشر تعليقاتك واقتراحاتك

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.