13 يناير 2016

قصة قصيرة.. غمزة


غمزة
بقلم/ مسعود علي الغتنيني

ألتقى زوجها في إحدى القرى وهو يحمل حقائب سفره ووجهه ممتلئ بابتسامة عريضة سأله :
-ما الأمر؟
أخبره بمولودته الجديدة ..وأنه ذاهب ليراها !!
عادت به الذكرى إلى سنين خلت ..حينما شاهدها أول مرة بأحد الأعراس وهي تتهادى بين رفيقاتها في أجمل حلة كان واقفاً مع زميله عندما غمزته بطرف عينها قبل أن يبتلعها الزحام.

قصة قصيرة.. الحبيب الغائب



الحبيب الغائب
بقلم/ مسعود علي الغتنيني

رءاها لأول مرة في سوق الخضار وقف في مكانه ينظر إليها في دهشة اقترب منها ..اشترى من بستطها أشياء لا يريدها ..رمى بها في أول برميل للنفايات يقابله..تعلق قلبه بها أخذ يتردد عليها يومياً استمر على تلك الحالة ردحاً من الزمن فجأة رحلت..!!
علم أصدقائه بالامر لم يكفو عن الاتصال به لم يطلبوا منه الكثير سوى بضعة كروت شحن.. والتي اصبحت تتدفق عليهم بغزارة رغم اختلاف الأصوات وتزامن الإتصالات لا لشئ إلا أنها تدعي أنها الحبيب الغائب..

قصة قصيرة .. يب



يب..
بقلم/ مسعود علي الغتنيني


أخذ صاحبي يكتب لي بعد كل كلام أقوله له أو سؤال أطرحه عليه ( يب)

-ما يب هذه ؟!!سألته مستغربا

- يب = نعم ( وهي لهجة أمريكية يس) ونستعملها في لغتنا النمبزية

- أليس يكفينا أن نقول (نعم ) بدلا عن كل هذا؟!

رد علي قبل أن ينهي المحادثة:

-يب...

قصة قصيرة.. صدفة



صدفة
مسعود علي الغتنيني

ألتقاها صدفة لم يكن يعلم أن رجلاه تسوقانه إليها سوقا لم يدرِ ما يقول أخذ ينظر إليها في صمت وهي تلوذ منه متجلببة ظلام الليل ومخلفة وراءها نور يضئ المكان حاول أن يعود أدراجه إلا أنه وقع في حفرة عميقة بقى أسيرها للأبد ..لم يعلم بمصيره أحد إلا هي فقد لمحته يهوي إليها.. ذرفت دمعة يتيمة عليه قبل أن تواصل مسيرها...

قصة قصيرة.. انتظار



انتظار
مسعود علي الغتنيني

تجلس في شرفتها كل يوم تترقب ذلك الصوت الذي يملاء وجدانها ويغمرها بالسعادة كلما لامس اذنيها صار جزء من كيانها تنتظره بلهفة..
ويزداد خفقان قلبها كلما اقترب من شرفتها..إنه هو بسيارته الفارهة وجسمه النحيل وسمرته المحببة وأناقته المعهودة وبوق سيارته الذي لا يكف عن الرنين وهو يتنقل من شارع الى آخر من شوارع القرية الهادئة الرابضة على ساحل البحر في هدوء يحتظنها بذراعيه ويمنحها الدفء والأمان.. يوزع سعادته على الجميع ..تلك السعادة التي عزت في هذا الزمان ..تدعوا الله أن تشملها تلك السعادة ..انتظرته كعادتها مع حشود القرية المترقبة إلا أنه لم ياتي.. انصرف الجميع أما هي فبقيت بانتظاره ..!!

ثلاث قصص قصيرة..


ثلاث قصص قصيرة..

أنا  وأولادي  والحمام

مسعود علي الغتنيني

لقد استوطنت عدد من الحمام (شرفة) بيتنا وعاشت فيها ردح من الزمن وقد حاولنا جاهدين ابعادها إلا اننا لم نفلح في ذلك.. ثم فجأة اختفت تلك الحمام فلم نعد نسمع لها أي(حس) فكان الامر مدعاة لحزن اولادي عليها وقد فأجأني كل واحدمنهما وهو يحمل قصاصة وقد كتب فيها خاطرة عن تلك الحمامات وكل منهما تناول الأمر بطريقته الخاصة وقد كنت من سابق قد كتبت عنهن مثلما كتبوا فأرتأيت جمع كل هذه الكتابات في منشور واحد ونشرها وهاهي الآن بين أيديكم آمل ان تنال استحسانكم..


1- هل أحبها حقا..؟!!
علي مسعودالغتنيني-رابعة إبتدائي

كان رجل يحب الحمام كثيراً فيرعاها ويطعمها ويهتم بها ليلاً ونهاراً وكانت الحمام تحبه. 
خرج الرجل من البيت ذات يوم وتأخر كثيراً..انتظرته الحمام طويلاً..عاد بعد أيام ففرحت الحمام برجوعه وأخذت تهدل وتقفز وتتعلق بالرجل ، ضاق الرجل من ذلك وبدأ يضرب الحمام ويسبها غضبت الحمام وسافرت.
ندم الرجل على مافعل وجعل يبكي ثم مات بعد ثلاثة أيام، ولما سمعت الحمام بموته حزناً على فراقها بكت عليه وناحت أربعة أيام ثم ماتت الواحدة تلوا الاخرى...


2- ليتني لم أقتل أولادي..!!
روابي مسعود الغتنيني -رابعة أبتدائي

حمامة بيضاء جميلة تحب اللون الأبيض تعيش مع أولادها في عش جميل ، وكانت تقتل الحمام الأسود من اولادها وتبقي الأبيض تحضنه وتربيه لأنها تحب لونها الأبيض .
فجأة أخذ لون الحمامة يتغير إلى اللون الأسود حتى صارت حمامة سوداء قالت في نفسها :((ليتني لم أقتل أولادي السود ))
أحبت اللون الاسود وكرهت أولادها البيض ثم قتلتهم..
بقيت وحيدة وندمت على مافعلت وقالت : ليتني لم أقتل أولادي بسبب ألوانهم.


3 - ما الذي أحزن حمامتي..؟!!
مسعود الغتنيني

تهدل بتراتيل حزينة صباح كل يوم.. افتح عيني بصعوبة وانا اصيغ السمع لتلك التراتيل تعودت ذلك منها ..لا أدري سبب حزنها الذي تعزف سمفونيته كل صباح..استوطنت غرفتي منذو زمن بعيد ..حاولت جاهدا ابعادها الا انها ابت ان تغادر ..تظل يومها صامته لااسمع غير حركتها المضطربه في (منور)الغرفة حتى اذا انبجس ضوء الصباح..اخذت تتلوا تلك التراتيل الحزينة قبل ان تغادر باحثة عن رزقها..افتقد هديلها كثيرا كلما غادرت(قريتي) باحثا عن رزقي مثلها.. الا ان هديلها لا يغادر سمعي وروحي ووجداني.. ..كما لا يغادرني ذلك السؤال الذي يلح علي دائما ما الذي احزن حمامتي..؟!

قصة قصيرة .. حافلة الأحلام



حافلة الأحلام..
بقلم/ مسعود علي الغتنيني

ركب الحافلة مسرعاً .. يرسم أحلاماً وردية له ولمن ينتظره على أحر من الجمر ويتذكر تلك المرتفعات السامقة التي تحتضن أحبابه بحنو ..لم يكن يعي ما يدور حوله كان غارق في تلك الأحلام حد الثمالة ..اجتاح الحافلة ضباب كثيف لم يتبين كنهه ولم يدرِ سبب ذلك الشعور الذي غمره فجأة.. فأخذ يتمتم ويلهج بالدعاء لله أن يحفظ من يقطن تلك المرتفعات ..ملامح كالحة أخذت تجوب الحافلة وتمعن النظر في الوجوه التي ارهقها السفر والسهر حان منهم التفاته وجدوه يتمتم مبتسما اقترب منه أحدهم وأمسك بياقة قميصه بعنف وقاده إلى خارج الحافلة وسط ذهول الجميع ..
لم يكف عن التبسم والتمتمه رموه أرضا ووضعوا أرجلهم القذرة فوق رأسه أخذوا يدوسونه بعصبية ..أخرجوا مديهم وأخذوا يشحذونها بروية امعنوا النظر في عينيه كانت تنظر للأفق البعيد غير آبه بهم لم يتمالكوا أنفسهم غرسوها في جسده المنهك ... مد يديه وأخذ يقبل الأرض ويحتضنها بشغف بينما أنفاسه تصعد في السماء ..حملوا رأسه المبتسم والغيظ يكظم أنفاسهم وسناء نوره يلفح وجوههم الكالحة..

قصة قصيرة.. همهمه



همهمة

بقلم / مسعود علي الغتنيني


لم تكد تمضي بضع دقائق حتى أخذت نفسي تموج بخواطر عدة.. وتنازعني لأذهب بعيداً معها لم ادري كنه تلك الخواطر !! سرت قشعريرة في جميع أجزاء جسدي المنهك ، وبما أن المسافة طويلة والرحلة متعبة فقد استسلمت لتلك الخواطر وزاد الأمر تشويقاً تلك الهمهمات الصادرة من المقاعد الخلفية أصوات عذبة تتهامس فيما بينها...
بينما خواطري تنهمر محدثة جلبة شعر بها الجميع. لم أستطع أن أكبح نفسي النافرة أخذت مذكرتي وشرعت في تدوينها توقفت الهمهمه !! فشعرت بالوحدة وأيقنت أن خواطري لا معنى لها بدون همهمتهم ، أحجمت عن الكتابة بانتظار ما تجود به تلك المقاعد.. مرت الدقائق بطيئة كئيبة يكتنفها الصمت أخذت استجدي أفكاري أن تجود علي بشي إلا أنها تأبى ! طال استجدائي لكن دون جدوى ..غادرت الحافلة ولا زالت أفكاري مجدبة ونصي يبحث عن نهاية .

قصة قصيرة.. مطر


مطر.. 
بقلم مسعود الغتنيني

هاتفه متسائلاً : هل عندكم مطر بالمدينة؟
أخذ يعصر ذاكرته..  مطر !!
تذكر فجأة زخات الرصاص التي انهمرت ليلاً فأجابه : نعم هناك رصاص ياسيدي.
-رصاص.. !! لم أكن أعلم أن مطر المدينة يختلف عن مطر القرية ؟!. 
وقبل أن يجيبه .. بدت الزخات تجلجل من جديد محدثة جلبة في سماء المدينة ، أغلق هاتفه وأخذ يبحث له عن مأوى يقيه شر تلك الزخات المنهمرة بغزارة بينما سناء برقها يخطف الأبصار

قصة قصيرة.. ظلام الليل


ظلام الليل
بقلم / مسعود علي الغتنيني 

ما ان خيّم الظلام حتى تسللوا إليها.. مدوا أيديهم طويلا في شوارعها لم يبخل عليهم أهلها بشي قاسموهم قوت أطفالهم ..بدت آثار النعمة تظهر عليهم !!
 استعانوا باخوانهم كي يديروا أعمالهم التي نمت فجأة .. أخذوا يتكاثرون في غفلة من الجميع لم يشعر بهم أحد حتى كادت المدينة تغرق بهم . أخذ سوادهم يكتسح كل شئ ...حينها فقط !!
فطن أهل المدينة لأمرهم فأخذوا يجاهدون ظلام الليل لعل الشمس تشرق مجددا...

قصة قصيرة الوداع الاخير..


الوداع الأخير..
بقلم / مسعود علي الغتنيني

هلت تباشير العيد فهللت القرية لها ولبست أبهى حللها ومشت بها متبخترة تطاول هامتها عنان السماء لم تكن حلتها الوحيدة فقد أجلت أجملها وأزهاها ليوم آخر.. فسرت البشائر في كل جوانبها وتناقلها الصغير قبل الكبير ..فذلك عيدها المنشود الذي تباهي قريناتها وتتغنج عليهن به.. لم يكن يدور بخلدها غير الفرح والبهجة..فنامت قريرة العين ترفل في الدمقس والحرير ..راودها حلم جميل..رأتهم في ملابسهم الزاهية وهم ينشرون الفرح في كل شبر منها أهازيج وانغام زوامل وافراح تكتظ بهم ساحة العيد تلك الساحة التي شهدت أجمل أعراسهم..رأته وحيداً يقف هناك يحمل بندقيته في يده ويلوح براية النصر في اليد الأخرى..أسعدها المشهد لكنها عندما أمعنت النظر رأت مسحة حزن تكسو وجهه الغض لم تعلم كنهها بقيت ترقبه في تؤدة انصرفت عن كل من حولها وسمرت عيناها عليه اخذ يبتسم لها في شحوب ملوحاً برايته الصغيرة..استقيظت مذعوره على اصوات مختلطه لم تتبينها في البداية ولكنها عندما أصغت السمع جيداً أيقنت انها ودعته الوداع الاخير...

03 يناير 2016

حصون قبيلة الغتنيني





حصون قبيلة الغتنيني

أخوكم/أبو سلطان الغتنيني

هناك حصون كثيرة شيدتها قبيلة الغتنيني داخل سرار وخارجها حيث تشتهر قبيلة الغتنيني بكثرة أراضيها ومعالمها التي تدل على عراقة هذه القبيله المشقاصية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ حيث لها كثير من المعالم في المهره وحضرموت المشقاص خاصة 
فمن اهم تلك المعالم حصن النصر بعسد الجبل وحصن القبيلة بسرار وحصن بيت عويض وبيت مرجان وعمرو بن سعيد وعبودالخليسي وحصن سعد بن عبود الخليسي وبن فارس وبيت دكيوان وحصن بيت مربوع وعمرو بن سليمان وفي الحافه حصن عبودالخليسي وبن سليمان وحصن بوغتنين بشخاوي 
ولها كثير من الاراضي في ارض المشقاص وعسد الجبل 
ففي قشن بأرض مهره لازالت معالمنا شاهده علينا وفي المشقاص وحتى في حضرموت الداخل

وهذه أسماء بعض الحصون التي لا زالت ماثلة شامخة أو التي بقاياها شاهدة ومنها ما اندثر :

1/ حصن القبيلة ويسمى أيضا الحصن الكبير لبيت عويض بن مزغوف الغتنيني 
في سرار /لا يوجد

2/ حصن بن فارس بن صنجي الغتنيني
في سرار/قايم

3/ حصن بيت دكيوان بن صنجي الغتنيني
في سرار/قايم

4/ حصن عبود الخليسي بن صنجي الغتنيني
في سرار/لا يوجد

5/ حصن سعد بن عبود الخليسي بن صنجي الغتنيني 
في سرار /لا يوجد

6/ حصن بيت مربوع بن صنجي الغتنيني
في سرار/لا يوجد

7/ حصن عمرو بن سليمان بن مزغوف الغتنيني
في سرار/باقي أطلال

8/ حصن بيت عمرو بن سعيد بن صنجي الغتنيني
في سرار/لا يوجد

9/ حصن بيت مرجان بن صنجي الغتنيني
في سرار/لا يوجد

واما خارج منطقة سرار :

10 /حصن النصر بعسد الجبل
حصن القبيله /قايم

11/ حصن بيت سليمان بن مزغوف الغتنيني
في الحافه/قايم

12/ حصن عبود الخليسي بن صنجي الغتنيني
في الحافه/باقي اطلاله

13/ حصن العبد بن عمر بيت بوغتنين بن فريفران الغتنيني 
في شخاوي/قايم

قصة قصيرة تكفى..!!



قصة قصيرة تكفى..!!
مسعود الغتنيني

شاهد (سعد)وهو يطلق رصاصة الغدر على راس ابن عمه ..أحزنه المشهد كثيراً ..!! أغلق التلفاز وغادر البيت ..اخذ يبحث عن شي يبدد به كآبة ذلك المنظر..وجدهم متحلقين امام احد البيوت جلس إليهم اخذوا يتبادلون اطراف الحديث في مواضيع شتى...فجأة.. !!رن جوال احدهم هتف:
-انه سعود يتصل من أرض الاغتراب .
غمرته فرحة عارمة ..فهو لم يسمع صوته منذ زمن طويل.. سألهم سعود عن مجلسهم..!! سموهم له .. طلبهم فرداً فرداً، واخذ الجوال ينتنقل من يد إلى أخرى.. اكتفى بمراقبة الموقف سمع اسمه يذكر اكثر من مرة الاان سعود لم يطلبه اكتمل عدد المتحدثين .!!مر شاب قربهم ذكروا اسمه طلب محادتثه ومر آخر وآخر وآخر...لم يمل من الحديث معهم ...اما هو فقد بقى صامتاً هم ان يقول:
- تكفى ياسعود اريد ان اكلمك !! 
ولكن.. سعود اغلق السماعة .. وبقيت تكفى جامدة على شفتي ابن عمه...!!

قصة قصيرة تحدٍ ..




قصة قصيرة تحدٍ ..
مسعود علي الغتنيني

لم تكد تستلم ورقة الامتحان حتى شعرت بقشعريرة تسري في جسدها النحيل لم يكن الامتحان صعبا بالنسبة إليها فقد تعودت على مثل هذا النموذج من الامتحانات ..شئ غريب لمحته في تلك الورقة لم تتبينه ..أخذت القلم..خطت اسمها ..بدأت الأجوبة تنساب بكل سلاسة رغم صعوبة الأسئلة وتعجيزها ..أنهت إجاباتها في وقت قياسي نظرت إلى الأستاذ..رأته غارقاً في تفكيره ..سألت نفسها ماالذي يفكر فيه وماالذي دفعه لصوغ الأسئلة بتلك الطريقة التعجيزية ..دار خاطر في وجدانها إلا انها دفعته.. وجدت نفسها ترفع يدها لاشعورياً مستأذنة في تسليم ورقتها ..جاهدت كثيراً كي تنبهه من شروده ..رأت اضطرابه !! استأذنته في تسليم ورقتها ..رفض بحجة عدم مرور الوقت المسموح بذلك !!
انكفأت على ورقتها تقلبها ذات اليمين وذات الشمال..مع اختلاس النظرات إلى صفحة وجهه المضئ ..فإذا تلاقت نظراتهما شردت بعينيها في الأفق الفسيح الذي يصنعه خيالها الجامح.. بقيا على تلك الحالة طيلة وقت الامتحان والذي مر سريعاً دون أن تشعر به فكانت آخر من سلم ورقتها ..رأته يضعها في أعلى الروزنامة أصيبت بالقلق ماالذي يعنيه هذا ..؟! مرت بأوقات عصيبة حتى أنهت بقية امتحاناتها ..ومع ذلك لم تتطلع الا لمعرفة علامة ذلك الامتحان..!!
راقبت لوحة الاعلانات لفترة طويلة قبل أن ترى علامتها الكاملة فيها !!
غمرتها نشوة المنتصر وانتظرت بكل شغف قدوم العام الجديد ..رأته يجلس وحيداً يقلب دفتراً قديماً بين يديه ..تعمدت المرور من أمامه رافعةً رأسها في شموخ وهي تدلف إلى قاعتها الجديدة..!!
ابتسم..!!
وهو يشيعها بنظراته..ممنياً نفسه بلقائها في تحدٍ جديدٍ..!!

نظرة في وجه (ناهية)


نظرة في وجه (ناهية)..
كتبه الأستاذ/ هاني عبود الغتنيني


(التفت مباغتاً..صعقت وأنا أرى هيفاء ملتفة بعباءة أنيقة يكاد جسدها الممشوق يتمرد عليها ) تقف حيالي في زهو بالغ..أنعمت النظر في (صفحة وجهها الصقيل )(بقسماته المتحفزة) اكتنفني إحساس بنشوة عارمة وأنا أسمع(خطوات الهيفاء المتمايسة بجرأة متحدية ) تقترب إلي وكأنما أيقظت شعوراً كامناً في أعماقي السحيقة. أبحرت على استحياء في تفاصيل وجهها المفعمة بالجمال وتسمرت عند عينيها الواسعتين الزاخرتين بالحكايا والأسرار ..انقطع حبل الوصل بصوت محبب من الأديب المبدع :
-إنها ناهية مجموعة قصصية للقاص والروائي المتألق الأستاذ/ سالم العبد هززت رأسي موافقاً -نعم إنها ناهية بجمالها الفريد وجرأتها المعهودة.

لقد كنا في مجلس القاضي الأديب العامر بفنون المعرفة والتي نتفيأ ظلالها إلى حين من شطحات الأزمة المتغولة في بلادنا . ..ناولني(ناهية) وعند إجالة النظر في صفحاتها قلت له: إن الكاتب يعتمد في تركيب جملته السحرية على(الصفة أو النعت كمايسمى أحياناً) فاقترح كتابة هذا الملحظ فأعارني(ناهية) و ربماشيئاً من همته العالية المتدفقة .

وهاأنا اسجل انطباع قارئ اكتفى بالنظر في وجه ناهية دون الغوص في أغوارها فلذلك أهله.ولسنا بحاجة للتعريف بالكاتب فهو قامة أدبية سامقة معروفة في الساحة الأدبية. أما مجموعته القصصية (ناهية) فهي تضم ثلاثة عشر قصة قصيرة ترفل في حلل من اللغة المؤنقة والتصوير البديع الذي يجعلها تضج بالحياة والحركة تمتد أحداثها من شوارع فرانكفورت ومقاهي برلين مروراً بمدن شامية لتستقر في شوارع المكلا عند(بسطة الخامر) و(القصر السلطاني) معرجة على (غيضة الرزفة) في المشقاص قبل أن تنتهي في حي باعبود في قصة (ناهية) التي ختم بها وبها سمى مجموعته .

المجموعة بمجملها تعبر عن أنماط وصور للحالة الإنسانية واختلاف طبيعتها وسلوكها باختلاف الشخوص والأمكنة وتماهيها معها وتطورها شعوريا وسلوكيا في كل طور وتبدو تجلياتها في جوانب عدة ومظاهر متعددة تلمح خلالها مقارنات ومقاربات واقعيةمتقابلة ...فمن التوجس من الفتناميين الذين دخلوا كالقطيع الهائج إلى الإغراق في الضحك معهم ومن وحشته من مشهد المقبرة العتيدة التي تطل عليها نافذة السيدة ميرلي إلى التغيير الهائل الذي طرأ على المقبرة إذ تدثرت بغطاء كثيف من الورود مروراً بانتقال البناء من الطين إلى الحجر في ظل استغلال جشع من شيخ الحجار وماتزال تقلبات الطبيعة البشرية تبرز من موقف إلى آخر لتبلغ ذروتها حين انخلست الفتاة( ليلى) عن اسمها لتأخذ اسم( صابرين) في طورها الآخر . وقد سجلت المرأة حضورا مترفا في هذه المجموعة على اختلاف بيئتها الممتدة من بﻻد (السماء الداكنة والنبع البارد) إلى (مناطق الشمس الملتهبة) وتنساب اللغة جميلة رقراقة من قصة إلى أخرى منسجمة مع مكان القصة وشخوصها ناقلة لثقافة المكان لتصل إلينا نفثات من اللهجة المكلاويه الجميلة في قصة ناهية التي اتخذها قنطرة لبث رسائل معينة وللكاتب قصة أخرى بعنوان ناهية2 نشرت خارج المجموعة ويبدو أنها رمز للمكلا وماتتعرض له من ظلم وتهميش . والرمزية في المجموعة تبدو قريبة وﻻ تذهب نحو الغموض المجدب .

يعتمد أستاذنا الكاتب البارع في صوغ قصته على اللغة المصورة ذات الإيحاءات والظلال وله أدواته في ذلك وأكثر مالفتني منها تكرر الصفة أو النعت وهو حينما يعطي اللفظ نعته والموصوف صفته لا يستخدم ما ألفته تلك الألفاظ من صفات إلا ما ندر وإنما يمنحها بعدا آخر ودلالات أخر بصفات ونعوت يختارها بدقة فائقة لتلقي بظلالها على المشهد كله وتبعث في النفس شعورا بجو النص حتى يصنع من الصفة مع موصوفها صورة مستقلة وتتكثف هذه الصور لتنسج مشهدا ناطقا يساهم في صنع القصة ويجعلك تعيش أحداثها وتتفاعل معها وللتدليل على ماذكر نقتبس بعض الجمل من قصص المجموعة:

-(ثم وهو يفتح الباب ليندفع منه أكثر من عشرة فيتناميين داخل الغرفة كالقطيع الهائج) فالقطيع الهائج صورة توحي بالفوضى والجلبة والذعر الذي أحدثه اندفاعهم القوي .وعندما أراد رئيس الفيتناميين أن يعتذر بدا (راسماً على وجهه الصافي ابتسامة صغيرة وديعة) وعندما خدعهم طافت على وجهه (ابتسامة مخاتلة هازئة أو محتقرة ) ليتركهم في (دهشة ساحقة) فكل هذه الصفات ساهمت في رسم القصة وبثت فيها حياة خاصة .
-(أيكون هذا الشعور المقبض بسبب من قتامة الشقة المعتمة ؟ أم ترى من آثار الرحلة الطويلة عبر المطارات المستفزة)

في هذه العبارة أربع صفات تكرس الشعور المقبض وتشخص اللحظة ، ووصف المطارات ب(المستفزة ) يختزل كل مايﻻقيه المسافر من عناء داخل المطارات . وترتبط هذه الإيحاءات لتتصل بحالة (الإعياء الفظيعة):
-(وارتميت على الأريكة الخشبية العتيدة في حالة إعياء فظيعة )
-(منتصباً بقامته المعصوره باذلاً جهداً استثنائياً مدارياً عرجه الطري بإمالة غير ملحوظة صاغتها مهارة فائقة تواري اعتماده الكامل على عكازه الرشيق بنقوشه الزاهية) فهنا يكاد الكاتب أن يصف كل كلمة في هذه الفقرة وكل صفة تنطوي على دلالات وتشير إلى المشقة التي يتكلفها لإخفاء حقيقة العرج المحبطة في جو بهيج . وتبرز في هذه الفقرة مقابلة طريفة بين النقص (قامته معصورة وعرجه الطري الذي لم يتكيف معه بعد) وفتنة الحوريات ويفصلهما ويؤلف بينهما التضليل المموه( عكازه الرشيق والنقوش الزاهية) . وأختم بهذه العبارات المختارة خشية الإطالة آمﻻ أن أكون قد وفقت في هذه القراءة المتواضعة :

- تداخل أريج العطر النسائي مكثفا الحضور الأنثوي الباذخ .
- اخترقت عيناه المشتعلتان الأشباح الآدمية المهرولة .
- وفيما كنت مستغرقا في حالة الفراغ الشاهق .
- وجهها المكتنز بالبراءة .
- قفزت لحظة ارتطام الغيمة المهتاجة بقمة جبل ظبقات غارسا قدمي الطريتين في صخوره الحادة .