26 يوليو 2015

قبسات من الحكمة في شعر عبود بن عمرو الغتنيني




قبسات من أنوار الحكمة من أقوال الشاعر عبود بن عمرو الغتنيني

بقلم/ هاني عبود الغتنيني


   الحكمة نور يؤتيه الله من يشاء من عباده يضيئ قلوبهم ويجري على ألسنتهم ذلك انهم اقوام عمرت قلوبهم بخشية الله ومحبته وجوارحهم بطاعته فاستنارت بصائرهم بنور الحكمة.
فالحكم نصائح ذهبية وخلاصة التجارب البشرية ولباب العبر المصوغة في نظم درر ينتفع بها أولو الألباب ويسترشد بها إلى الصواب .

والحكمة وضع الشيء في موضعه بإحكام فعند الحكماء لكل مقام مقال ولكل حادث حديث ولذلك رأينا الشاعر العربي الحكيم يعد لكل حالة ما يناسبها فيقول:
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم    ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني    إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج

وكل كلمة دعتك إلى مكرمة  أو نهتك عن قبيح فهي حكمة وهي من حيث صياغتها الأدبية عبارة بليغة  موجزة تحمل معاني عميقة يستضاء بها في تقلبات الحياة ومنعطفاتها وأولاها بهذا وأحكمها أقوال الرسول –صلى الله عليه وسلم- الذي أوتي جوامع الكلم فالحكمة كلها في اتباع وصاياه وأخلاقه وآدابه.
وتاريخنا وأدبنا العربي يزخر بالحكم الرائعة والأقوال الجميلة إذ هو منبع الحكمة ومعدنها ومصدر البلاغة  وموطنها وكذلك تراثنا غني بالحكم نظما ونثرا والتي تصطبغ بطابع البيئة والحياة الخاصة بهذه المنطقة بكل جوانبها وتظهر عليها بصمتها الثقافية واللغوية.
وكثيرة هي الأمثال والحكم التي تردد في مشقاصنا العزيز ويستشهد بها في المواقف المختلفة ولئن  كانت الحكمة تأتي في النظم والنثر فإن الشعر هو مظنة وجودها فهو منبتها الذي تزهر فيه.

ونقف معا أيها القارئ الكريم في ظلال الحكمة وأفيائها الوارفة مما قاله والدنا الشاعر المعروف/
 عبود بن عمرو الغتنيني –رحمه الله وأعلى درجته – لنقطف من ثمراتها اليانعة ما نتزود به في دروب الحياة ونتمثّله ونمتثل به فالشاعر مكثر من الحكمة عن بديهة وإلهام تنساب في ثنايا شعره  كالنسيم العليل المحمل بشذى الأزهار ويتدفق كالنهر العذب الرقراق لا يرى فيها أثر للتكلف والصنعة التي تعيق تدفق الشعر وانسيابه وسنتناول بعضاً من تلك الحكم منتزعين لها من سياقها والتي هي أجمل ما تكون فيه خشية الإطالة على أمل أن يستفاد منها قيما وأدبا ويكون فيها دافع للإرتقاء نحو الأفضل.
واليك أيها القارئ الكريم شذرات من تلك الحكم :
  •           حكم تتعلق بالاجتهاد والهمة وعلو النفس


من ما سرى ليل ما صبح مع القافلة
هذه الحكمة تحث على الجد والمثابرة وتصور الكسول الخامل كالنائم حين تنطلق القافلة ليلا قاطعة الفيافي والقفار لتصبح وقد وصلت إلى مقصدها بينما يصبح الذي آثر النوم والكسل في مكانه الذي بات فيه وشتان ما بين الفريقين وهذا يجعل المرء يسعى مجتهدا ويتحمل المشاق والصعاب ليحقق أهدافه وعلى أصحاب الهمم وطلاب المعالي أن يضعوا هذه الحكمة نصب أعينهم .
ونفس هذا المعنى يحمله قوله:
كلف على الساقين والمبعد يجي
ولعاد تهوب في المزاحم والعقاب
غير أن البيت الأول تظهر فيه مقارنة بين القافلة السايرة والمتخلف عنها وفي الثاني تتوجه النصيحة لبذل الوسع في الوصول إلى الهدف البعيد ماشيا على القدمين وكلاهما مشهدان مألوفان في قطع المسافات حينها .

ما حد يحذف صبر لي حصاته ما تغشاه
الصبر هو الجبل الشامخ الذي لا تضره ولا تضيره رمية رجل ضعيف بحجر صغير كما لا يضير ذوي الرفعة والمكانة تطاول الأقزام ولا تنقص من قدر الكرام سفاهات اللئام ونأخذ من هذه الحكمة احترام أهل المكانة والشرف ومعرفة الفضل لأهله وإنزال الناس منازلهم وألا يزيدنا حذف الصغار إلا إصرارا وسموا .
وقوله(ما حد) تعبير مشهور متداول في النهي عن فعل الشيء بصيغة النفي وقوله(لي حصاته ما تغشاه) مبالغة في إظهار ضعف الرامي للجبل ومعنى (ما تغشاه)لا تتعدى مكانه ولا تتجاوزه .

لكن تسديد المسايل لا خير
سيد الحكام السد في عرض وطول
يشير الى أن التقريب والصلح خير وأفضل مع ما ينطوي عليه من أخلاق كريمة كالصفح والتسامح والتنازل للآخرين وإذا وجد الصلح فلا حاجة للحكم بل الصلح هو سيد الأحكام في طول البلاد وعرضها ويشد السمع هذا الهمس الجميل الذي يضفيه السين وأخواتها على النص وكأننا بكبير قوم يصلح بين متخاصمين

ماشي معك عذر في قولة غبي ما فهم
ما قلت خالي وجبر الخال زايد حرم
وهذا يقال في اللوم والعتاب فقد نفى العذر عن المخاطب مستبقا له حيث لم يبق معه الا أن يعتذر بقلة الفهم وعدم الانتباه وهذا أيضا غير مقبول منه وهو رجل يعرف بالذكاء ويعرف ما يجب عليه وكان الاجدر به ان يحفظ مقام الخال الذي اشتهر القول عنه بان ( الخال والد ) ففي البيت الاول التخلي عما لا ينبغي وفي الثاني النصح بالتحلي بما ينبغي قوله ومع عدم قبول الشاعر لهذا العذر في هذا الموضع نجده يعتذر به لدفع اللوم عن رجل آخر فيقول :

غشيم سالم تهاون والغبي قد يزل
وهذا ينزل على انه يحتمل من الشخص ما لا يحتمل من غيره وهذه الحكمة يمكننا إيرادها للتخفيف من وطأة التقصير والملامة .
وتأمل براعة الاعتذار ورقة الاستعطاف لهذا الرجل الذي اكثر عليه في اللوم وحمل عليه التفريط وكيف اعتذر عنه بثلاثة أشياء في هذه العبارة الوجيزة وجعلها مقاطع في هذا البيت على هذا النحو المعبر   (غشيم سالم)  (تهاون) (والغبي قد يزل) .. وقوله الغبي قد يزل من استخدام قد للتكثير كقول الشاعر:
قد يدرك المتأني بعض حاجته  وقد يكون مع المستعجل الزلل

القبولة كسبنا من له عمل ما يمل
قد لي عوايد في المطراد بيّت وظل
يفخر الشاعر بما تتضمنه (القبولة) من شهامة ونخوة ومروءة ويقول انها تصلح لنا وتوافقنا (كسبنا) واننا جديرون بها نشأنا عليها وألفناها وأكد انهم مستمرون على ذلك لا تثنيهم الصعاب فختم بهذه الحكمة الرائعة  (من له عمل ما يمل) وكأنه قرأ قول المتنبي لكل امرئ من دهره ما تعودا.

من توسق في الثقيل ما يبالي بالتعب
هذه الحكمة تحث من دخل في أمر من المكارم أن يتمه ومن بدأ عملا عظيما أن يعلو بهمته ويكمل ما ابتدأه ولا يلتفت الى المتاعب والمشاق فمن أراد أن ينال الشرف والسؤدد فلا تثنيه عن مراده المصاعب ولا يبالي بالعقبات  وقوله (توسّق) أي حمله قال في مختار الصحاح (وسق الشيء أي جمعه وحمله).

والهاج له عادات إذا تحمّل هدر
ما يهمر المطلع ولا هاب النزول
الهاج هو الجمل القوي وكنّى به عن الرجل الذي يتحمّل ويركب الصعاب في سبيل العزة والشرف حتى صار ذلك عادة له فسهلت أمام همته العقبة الكؤود
ومن لا يحب صعود الجبال  ..  يعش أبد الدهر بين الحفر
ولا يصل الرجل الى مرتبة الشرف والسؤدد إلّا بتحمّل المكاره
لولا المشقة ساد الناس كلهم  ..  الجود يفقر والإقدام قتّال
وفي معنى ما تقدم  جاء قوله أيضاً:
ما تهوّبت الثقيلة  ما تعبر الحيد  إلا النجيدة

ما يعرف القول الصليب إلا الصليب
أي أن الرجل ذا المكانة والقدر يدرك معاني الشهامة والرجولة ويحفل بها لمناسبتها مقامه وعلو نفسه أما غيره فلا يعيرها اهتماماً ولا يبالي بها لأنه ليس من أهلها.


  •         حكم تتعلق بالتوكل والرجاء:


الخير واصل والشدائد با تهون

هذه العبارة الحكيمة تحث على التفاؤل بل تغرسه في النفوس غرساً بهذه الصيغة الجازمة النابعة من نفس ملؤها الثقة بالله وحسن الظن به وصدق الرجاء في فضله الواسع وهذا ما عرف به الشاعر رحمه الله ولذا جاءت العبارة وكأنه يرى الخير ماثلاً أمامه مقبلاً إليه والشدائد تتلاشى أمام هذه الثقة العظيمة وهذا المعنى الجليل يذكر بقول الشاعر:
وإني لأرجو الله حتى كأنما   أرى بجميل الظن ما الله صانع
ومن دقائق البلاغة تعبيره عن الخير بالاسم (واصل) الدال على الثبوت والاستمرار وعن الشدائد بالفعل (باتهون) الدال على التنقل..
وموضوع التوكل والاعتماد على الله تعالى ورجائه وحسن الظن به تتردد كثيراً في ثنايا قصائده من مثل قوله في قصيدته المطولة جواباً على الشاعر الشيخ علي بن حسن باعباد رحمه الله: 
ويسرك الحال ريض في الوطن حيث حل
الرزق يأتي به الرحمن كثراً  وقل
نحن عباده وفي التصريف تحت الوكل


الملك لله لا بغا  شيء لحد يسّره

يقرر أولاً وحدانية الملك لله المالك لكل شيء ثم وحدانية التصرف في هذا الملك بما تقـتضيه إرادته وحكمته فييسّر لكل مخلوق ما أراده له فالملك ملكه والأمر أمره وينبغي للعبد أن يتوجه برجائه إليه فهو الكريم الجواد الذي لا يخيب من رجاه وإذا أراد بأحد خيراً فلا راد له (لا بغا شيء لحد يسّره )  وفي كلمة يسّره من اللطف والرقة ما يجعلها تشير إلى قوله تعالى "ويرزقه من حيث لا يحتسب".
                                                      
   وبديــت بك يا إلهـي مكتــلف يا نظير
عبدك على باب جودك مو على باب غير
يقول بو عمرو ما نقبض بحبل القصير
قابض بحبل القوي راجي من الرب خير

بدأ الشاعر رحمه الله بذكر الله وصفاته العلى والثناء عليه كعادته في ابتداء قصائده حيث تفيض فواتح قصائده بمعاني الإيمان والتوحيد ويختمها كذلك وهي ظاهرة جلية يلتزمها الشاعر ويتوسع فيها وهي نابعة عن إيمان وصفاء روحي فطري بعيداً عن الهالات والتفلسف ولذا يكون لها شأن آخر عند ذوي العرفان ومنازل الايمان وهؤلاء يجدون بغيتهم في شعره رحمه الله كما يجد طلاب التاريخ والأدب ضالتهم فيه.
فقوله ( وبديت بك يا إلهي )  فيه من المخاطبة والنداء والاضافة ما يوحي بالقرب وعظم الصلة بالله ثم ذكر بعدها صفتين عظيمتين تناسبان  المقام مكتلف يا نظير فالمكتلف المدبر للأمور المتكفل بأرزاق العباد والنظير الذي يراعي أحوالهم ويرى حالهم.
ورسوخ هاتين الصفتين في النفس يجعلها أكثر اعتماداً وتوكلاً على الله ويفتح لها باب الرجاء في جوده وكرمه مهما كانت الأحوال ولهذا قال بعدها ( عبدك على باب جودك مو على باب غير )  يتوسل إليه بالعبودية والخضوع واقفاً على بابه الكريم الذي عم بجوده كل موجود هذا الباب الذي من قرعه يوشك أن يفتح له فيغمره بفضله وإحسانه.
 والخضوع والذلة له هي غاية العزة والرفعة وأما الطمع في المخلوق فهو غاية الذلة والحرمان  لذا قال  ( مو على باب غير )  أيا كان هذا الغير كما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه "لا يرجو امرؤ إلا ربه ولا يخافنّ إلا ذنبه".
وكلمة (مو) في اللهجة المشقاصية كلمة نفي بمعنى ليس وأظنها أخذت من (ماهو) لأن بعض أهل المشقاص ينطقونها (مهو)  وبعد هذا  البيت الذي أظهر فيه رجاءه في جود الله وكرمه واعتماده على من تكفل بأمور عباده أخذ يمثل هذا المعنى ويصوره في صورة ظاهرية محسوسة فقال: 

يقول بو عمرو ما نقبض بحبل القصير
قابض بحبل القوي راجي من الرب خير

فشبه الاعتماد على غير الله تعالى من المخلوقين والنظر إليهم بمن يمسك حبلاً قصيراً لا يوصله إلى مبتغاه ولا يغني شيئاً وذكر أن هذا ليس من عادته ولا ينبغي فعله وإنما عادته التمسّك بحبل الله القوي المتين المتصل بالسماء و(القبض) شدة إمساك الشي  باليد ومع هذا القبض نجد أن القلب مفعماً بالرجاء راجي من الرب خير
وبهذا يكمل معنى التوكل الاعتماد على الله بالقلب مع الأخذ بالأسباب .
والتعبير بالحبل عن السبب والوسيلة مناسب للسعي في طلب الرزق وهو سبب القصيدة واستخدام الحبل بهذا المعنى ونحوه وارد في اللغة كما قال تعالى "إلّا بحبل من الله وحبل من الناس" أي بإعانة..
واستعملته العرب في أشعارها كثيراً  فقال جرير:

بان الخليط ولو طوعت ما بانا
وقطّعوا من حبال الوصل أقرانا

أي قطعوا أسباب الوصل والمودّة.


  •         حكم تتعلق بالعلم والجهل:

ذا الكلام يبي تنبيه  * المسائل الغزار * ما يفتيهن لا الفقيه
هذا البيت يرشدنا الى ان بعض الكلام يشتمل على  معاني دقيقة لا يدركها كل احد ولذا تحتاج الى ان يفطن لها وينبه عليها ولا يتقن ذلك الا من اوتي علما وفقها فيدرك منها حسب مرتبته في الفقه ولهذا ينبغي ان تترك لأصحابها  (المسائل الغزار ما يفتيهن لا الفقيه ).
وقد ابدع الشاعر في تشبيه هذه المسائل بعمق البحار او البئر العميقة التي لا يصل الى قعرها ويستخرج جواهرها ودررها الا من امتلك مقدرات على وامكانات خاصة وهم اهل العلم والفقه.

حذرك لا تبع هواك  كل عارف لي يفتي  مي تحيّر في الشباك
تلفتنا هنا صورة العالم الخبير بمداخل الامور ومخارجها الذي لا تتمكن شباك الجهل والحيرة من اعاقته او  الامساك به يقابلها صورة الجاهل العالق في الشباك وهو يعالجها فلا يستطيع الافلات منها وهو ارشاد لنا لمعرفة طريق الخروج قبل الدخول في امر ما وبيان اهمية العلم في انارة الطريق وعاقبة الجهل .

لي مو عارف العسل  خلّط العقيق معه
العسل كناية عن الشي الجميل من الكلام والاخلاق والعلاقات وربما الاشخاص والذي لا يميّز جميل هذه الاشياء من قبيحها وحلوها من مرّها  يعامل العسل معاملة العقيق  ويخلط هذا بذاك فيفسده كما يفسد الجاهل العسل بخلط العقيق معه.
والعقيق هو الشي المر المذاق الذي لا يستساغ وهو ايضاً مادة مرّة المذاق جداً تنتجه النحل وتوجد في خليتها يعرفها مربوا النحل والشاعر أخذ المعنى من هذا فإن الذي لا يعرفه يظنه عسلاً  وهذه الحكمة تدعو الى معرفة قدر الصفات الجميلة ومقابلتها بما تستحق وعدم افسادها بما يضادها فان قليلا من قطرات مرّة كفيلة بإفساد الكثير من العسل.

يا محسن الفقه لاهل العلم درجة زيد
يا محسن الفقه هذه صيغة تعجب لمدح الفقه وابراز مكانته العالية ولعلها تحوّرت عن صيغتها في الفصحى (ما أحسن الفقه) ويقال ايضاً في اللهجة المشقاصية في مدح الشيء (مزينه)
أي (ما  أزينه) ثم انتقل الشاعر الى مدح اهل العلم وبيان درجتهم العالية في الدنيا والاخرة .
(لأهل العلم درجة زيد )  وهو مقتبس من قوله تعالى " يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " .

أنت خابر وضيعك والذي فيها
هذه من قصيدة أجاب بها على شاعر تعالج شكاية من امر ما ويبدو ان الشاعر رحمه الله لم تتضح له بعض تفاصيل ذلك الامر فقال:
وان كان قصدك لثاني ما فهم معناك .. انت خابر وضيعك والذي فيها

وهذه الحكمة بمعنى قول العرب  (أهل مكة أدرى بشعابها)  و (صاحب البيت أدرى بالذي فيه) .
وقوله (خابر)  أي عالم به من الخبرة وهي المعرفة الدقيقة  و (وضيعك)  الوضيع هو المكان الذي تضع فيه متاعك واغراضك وغالبا ما يكون صندوقا او بيتاً ( والبيت يطلق في اللهجة على الحجرة من الطين ) وربما اطلقوا الوضيع على المتاع نفسه .
وأصلها في اللغة الوضيعة  قال في مختار الصحاح(  الوضيعة واحدة الوضائع وهي أثقال القوم )


                                   الجهل علّــــة كبيــــــرة والتهم منكره
والظن رأس الخطايا ما معك مخبره
من فعلة إبليس خلى الناس في شنتره
خلّى المياريد من بعد الصفا متكــدره
الكـــــذب زرعة كما ذرية بلا ماثره
ما حـد يذم المشاخص يا محبي دره
ذا لا ذهب والذهب أبلغ من العنبره
(الجهل علّة كبيرة ) هذا أصدق وصف للجهل وأبلغه فالجهل علّة تتولد عنها علل وأمراض متعددة تفتك بالفرد والمجتمع فما من آفة ولا بليّة الا والجهل أساسها وأهم أسبابها وهذه العلّة الكبيرة علاجها العلم والمعرفة
(والتهم منكرة ) أي أن إلقاء التهم على الناس خطأ عظيم فاحش لما فيه من تنقص الآخرين والإساءة اليهم وإلصاق السوء بهم لمجرد الظن,  والتهم أيضاً منكرة بمعنى أنها غير مقبولة فلا ينبغي تصديقها .
(والظن رأس الخطايا  ما معك مخبرة  ) ينبّه الشاعر في معرض إبطاله للمقدمات التي أوصلت الشاعر المجاب على قصيدته الى موقف خاطئ  ويبيّن خطورة الظن السيء في إصدار أحكام خاطئة تتبعها تصرفات ومواقف وإفساد العلاقات الاجتماعية بين الناس  وبدء كل هذا وبابه الظن السيء ولربما كان المتهم خلاف ذلك تماماً ولهذا جعل القرآن الكريم هذا المسلك باباً للخطأ والضلال فقال " ومالهم به من علم إن يتبعون إلا الظن "  وأمر المؤمنين باجتنابه " يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ".
وبما أن المخاطب اعتمد على الظن الذي لا يغني شيئاً  بيّن له الشاعر أن المعتمد عليه هو اليقين الذي لم يتوافر لديه فقال  ( ما معك مخبره ).
( من فعلة ابليس خلّا الناس في شنتره )
وهنا يتناول الشاعر مصدراً آخر للخطايا محذراّ منه مبيّناً العاقبة الوخيمة المرتبة على اتباعه ويصور آثاره السيئة في التفريق بين الناس وإلقاء العداوة والبغضاء بينهم  ( خلّا الناس في شنتره ) أي في تفرق واختلاف فيبعد المرء من صاحبه والخل عن خليله يقال في اللهجة (شنتر الشيء) أي مزّقه وفرّقه ولها أصل في اللغة الفصحى يقال شنتر الثوب أي مزّقه , فإبليس لا يفتأ يفسد بين الناس بشتى أنواع الكيد والمكر فاللحمة الواحدة والاجتماع والألفة يجعلها مزقاً مبعثرة  وهي تمثيل للصورة القبيحة التي يخلّفها فعل إبليس .
(خلّا المياريد من بعد الصفا مكدّره )
وهذه صورة أخرى يرسمها الشاعر بكل ابداع لتتجلّى لنا عاقبة الاستجابة لنزغات الشيطان فتتعظ النفوس وتنفر من الأسباب المؤدية إليها والتي سبق للشاعر بيانها.
وهنا يبرز الفرق بين حالة الود والتقارب والتي رمز لها الشاعر بالمنهل العذب الصافي وحالة التنافر والتي جعلها كالمورد الكدر الآسن وكيف يعمد الانسان الى المورد الصافي فيكدّره اتباعاً للشيطان
و(المياريد) جمع ميراد  ويقصد به الماء مأخوذ من المورد.

(ما حد يذم المشاخص يا محبي دره )
أي لا ينبغي لأحد أن يفعل هذا الفعل فكيف يصدر منك  وهو نفي متضمن للنهي وهذا الأسلوب الجميل
( ما حد يفعل كذا )  غاية في الزجر وهو متداول في الشعر المشقاصي.
والمشاخص جمع مشخص وهي الجنبية المزينة بالذهب وقد درج الشعراء على استعارة هذه الصورة للمرأة وارتبطت بها فلا يليق بأحد أن يذم المرأة الكريمة الشريفة ويأتي هذا المدح واثباته للموصوف بعد ان انتهى الشاعر من إسقاط  المستند الذي اعتمد عليه الشاعر المجاب عليه فأتى على الجهل والظن وفعل إبليس  وقد سلك شاعرنا في الاقناع بحنكته المعهودة طريقة النفي والاثبات وهي طريقة قوية بديعة .
وقوله ( يا محبي دره ) فيه من اللطف والرقة ما يجعل النصيحة أحرى بالقبول.
( ذا لّا ذهب والذهب أبلغ من العنبرة )
( ذا لّا ذهب ) تأكيد لمدح المشاخص وهو أسلوب حصر فكأن الممدوح ذهب خالص وهو أسلوب يبدو مأخوذاً من قولهم في الفصحى  ما هذا إلا ذهب
والذهب من أبلغ ألفاظ المديح المتداولة  وقول الشاعر ( والذهب أبلغ من العنبرة ) أي بقيمته الجمالية والمعنوية.

  •        حكم في ذم العجلة واتباع الهوى

لي هي سخيفة بكّرت بثمارها
هذه الحكمة تقال في من يبدي قولاً أو فعلاً قبل أوانه وفي غير موضعه وقوله (سخيفة) من السخف وهو الخفة وقلة العقل وينتج عنه سوء التدبير وعدم مناسبة المقال للمقام والاستعجال في الأمور فيتخذ القرار الخطأ في الوقت الخطأ وتشبيه الشاعر هذه الحالة بالشجرة التي تخرج ثمرها قبل أوانه (بكّرت بثمارها)
تشبيه رائع فبين المشبه والمشبه به مناسبة أخرى دقيقة وهي أن مواقف الانسان تكمن بداخله كالشجرة التي تكنز ثمارها في باطنها فإن كان سخيفاً عجولاً أخرجه قبل أوانه .

من تبع هيوظ الرأس بالميوح بعدن به
أي من أطاع هوى نفسه أبعده عن طريق الصواب ووقع في الخطأ و(هيوظ الرأس) أفكاره وخواطره  و(الميوح) جمع ميح وهو المسافة البعيدة (أو الوقت).

عي تحسّف ومظيوم    لي تبع ورا الهوى   وتغرنّه العزوم

نلحظ أولا بلاغة الأسلوب في تقديم النتيجة على السبب ليسترعي الانتباه وتتطلع النفس لمعرفة ما بعده
(عي تحسف ومظيوم) ليقال من هو ؟ فيأتي الجواب إنه المتبع لهوى  النفس وما تمليه عليه وتزينه له ولا شك أن من كانت هذه حاله فإنه سينقلب بالحسرة والندامة وهذا يوجب علينا أفرادا وجماعات أن نفكر مليا في ما نأتي ونذر من أقوال  وأفعال وننظر إلى ما يترتب عليها من صلاح وفساد قبل الإقدام عليها.
وشبيه بهذا المعنى قوله:
حذرك لا تبع هواك   كل عارف لي يفتي    مي تحيّر في الشباك

ــــــــــــــــــــــــــ

 مجلة حضرموت الثقافية العدد الثالث عشر , مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر .

ملحق نشرة المسرة الثافية العدد ( الرابع ) ,  ملتقى شباب سرار الثقافي الاجتماعي  الريدة الشرقية .

25 يوليو 2015

سرار.. في شعر المحضار




سرار.. في شعر المحضار

بقلم/ عمرو سالم الغتنيني


كان الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار رحمه الله عاشقا محبا للمشقاص وتراثها الغالي وتشهد بذلك زياراته المتكررة لمناطق المشقاص بشقيها الجبلي والساحلي وبخاصة وادي عسد وسرار فإن لها مزية خاصة في وجدان الشاعر.
وحديثنا اليوم عن بعض من تلك المشاعر والأحاسيس الدافئة والكلمات العذبة التي قالها عن سرار يقول في قصيدة طويلة بدايتها:
سرار لي فيش التين والليم يزرع 
والهيل فيها والعنب دن خيله 
يكفيك لا عبرت وخطرت خطرة بين البساتين

يقول في نفس الجلسة في سرار
بين الحوف وسرار ماسمع ولارجع
هاجسي يستبشر بنا والحليله
وليجيت باتنسى خزى خاطري مي نسي المحبين

ويقول في أبيات أخرى:
في سرار القلب مشطون
والعربان كل واحد دموعه سبل
ما عطونا راي وعطيتهم
مدة قريبة عالوعيدة يحضرون


ويقول في أبيات أخرى واصفاً عسد ولم ينسى سرار:
عسد فيها مناظر تعجب المشتريه 
لا بغيت يوم تخذ شهر
وتضيّع العقل بين الحوف وسرار

ومن شدة عشق الشاعر المحضار وتعلقه بها تمنى ان تكون محلته فيها:
ريت المحلّة تقع في عسد وسرار مأوى المحبين

وفي إحدى زياراته الى منطقة سرار كانت هذه الجلسة عند حصن بن دكيوان التي جمعت الشاعر المحضار وبو مسلم الحباني والوالد عمرو عبود.  يقول المحضار:
ندوّر على مشخص من العام قالوا في سرار الذهب
شركة تصفّي في المعادن كما شغل مريكا هي ويا بن سعود

ويقول في جلسة أخرى ( أيضاً عند حصن بن دكيوان ):
ترّكت في الحافة وصبّحت لسرار متأنس
نا وسعفي ما لي طلب غير نا باشرف على ناس

ويقول أيضا في نفس الجلسة:
ما وصف الا في سرار في كل برزة وكل مجلس
ما وصف حصن العوامر ولا مصنعة بلفاس

مما سبق يتبين لنا جليا وبشكل واضح مدى قوة العلاقة والرابطة المتينة بين الشاعر الراحل حسين المحضار وبين المشقاص بصورة عامة وسرار بصورة خاصة.

نشرة المسرة العدد الثاني 


دان بيت غتنين [مشقاصي حضرمي]





ليالي المسرة تعود


في ليلة مقمرة من ليالي المسرة يعيد التاريخ نفسه فيجتمع كوكبة من الشعراء والمغنين على ثرى سرار الغالية ليعيدوا إلى الذاكرة الثقافية [دان بيت غتنين] الذي كانت ترانيمه الإيقاعيه تتردد في سماء المشقاص بأصوات شجيه وكلمات جزلة من شعراء ذاك الزمان.

هذه الليلة التي تشرفت بجمهور مشقاصي من محبي الشعر 
فيها عادت ليالي المسرة العامرة وعاد الدان ؛
من قصائد الدان التي قيلت افتتاحية السمرة الختامية لمهرجان المسرة الثاني

الشاعر سالم بن عمرو الغرابي (العكر):
وسلام مني على بيت القضيري ذبل 
وعلى سـرار الحبيبة ليضربوا بها المثل
يالمعـــدن الزين بك ما با نبـــدل بــدل 
ما بك سخا يا ذخيره غاليه في الوسل 

الشاعر سعيد سالم بلكديش :
بانقول دان يابن دويله شل عالصوت شل
والله وربي صــــدق من قال عافعـــل زل
يا بيـــت غتنيـــن تحيو رأس كم من وعل

23 يوليو 2015

نفحات رمضانية. . يا من على متنها



نفحات رمضانية [ 9 ]

يا من على متنها

عمار طارق الغتنيني

مضت سفينة الصالحين في رحلتها الشهرية تجوب أعماق المحيطات فينتقي المشمرون ممن على متنها نفايس المجوهرات والدرر وقد أكملت السفينة أكثر من نصف رحلتها وما زال على متنها من لم يكسب ولا جوهرة ولم يعتبر بمن قد حالفهم الحظ لركوب هذه السفينة ،نعم فهناك من حالفهم الحظ وهم يتمنوا أن يركبوا ولو للحظة واحدة .

يا من مازلت على متن هذه السفينة لقد ضيعت الكثير من الوقت وما زال هناك فرصة لتغوص في عمق هذا البحر الواسع وتنتقي الدرر وليكن الرجوع بعزم وبالندم على التفريط .
إلحق لقد سبقك المشمرون.

نفحات رمضانية. . الزيارات في رمضان



نفحات رمضانية [ 8 ]

الزيارات في رمضان

عمار طارق الغتنيني 

هل نغتنم رمضان في صلة الأرحام والزيارات والتواصل حيث أن الأجر مضاعف في رمضان ، ليصل كل واحد منا قريبه الذي انقطع عنه فترة من الزمن .

لنبحث في اجندتنا مَن مِن الأهل لم يزرنا منذ فترة ليست بالقصيرة لماذا لا نسجل له زيارة في هذه الأيام المباركة.
لماذا حينما نتواصل مع الناس نحسب حسابات التكافؤ : هذا زارني أرد له الزيارة هذا زارني في مرضي أو مرض فلان.

لنكون اصحاب مبادرات ولنعمل بالهدي النبوي الكريم والذي مفاده (( ليس الواصل بالمكافي ، إنما الواصل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ))

لماذا لا تكون صِلاتنا فيما بيننا مبينة على الأخوة في الله ، لا أن ترتاح لهذا الشخص فتزوره أكثر من مرة وأكثر من غيره في حين أن هناك شخص قريب لك وليس بالبعيد عنك لا تزره إلا من عيد إلا عيد وحينما تزوره تحسب الدقائق لتخرج منه .

هذه دعوة مبدئية لطرق هذا الموضوع الهام والذي يحتاج لوقفات متخصصة ، ودمتم في رعاية الله

نفحات رمضانية. . خصال الخير





نفحات رمضانية [ 7 ]

خصال الخير

الشيخ / سالم عمرو الغتنيني

صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ذات يوم ،ثم سأل أصحابه وقال لهم :من منكم أصبح اليوم صائما ؟
قال أبوبكرالصديق رضي الله عنه انا يارسول الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من منكم اليوم تصدق على مسكين ؟
قال أبوبكرالصديق رضي الله عنه أنا يارسول الله .فقال النبي صلى الله عليه وسلم من منكم اليوم عاد مريضا ؟
قال أبوبكرالصديق رضي الله عنه أنا يارسول الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم من منكم اليوم شيع جنازة؟
قال أبوبكرالصديق أنا يارسول الله .فقال النبي صلى الله عليه وسلم :من منكم اليوم أصلح بين اثنين ؟
قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه :أنا يارسول الله .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(ما من مؤمن يفعل خصلة من هذه الخصال إلا نادى عليه باب من أبواب الجنة يوم القيامة أن هلم إلينا )
قال أبوبكرالصديق رضي الله عنه وإن فعلها كلها ؟فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :


(إن من أمتي من تنادي عليه أبواب الجنة جميعا وأنت أولهم يا ابابكر ).

10 يوليو 2015

نفحات رمضانية .. يا باغي الخير أقبل





نفحات رمضانية [ 6 ]
يا باغي الخير أقبل
محمد سالم الغتنيني(بوثريا)


إن أبواب الأجور في الإسلام كثيرة، وإن أسباب اكتساب الحسنات متعددة، وفي شهر رمضان تتضاعف أجور الأعمال الصالحة، فضلاً من الله- جل جلاله - على عباده، وينادي مناد في أول ليلة من رمضان فيقول: ( يا باغي الخير! أقبل، ويا باغي الشر! أقصر ) رواه الترمذي.

الأيام صحائف الأعمار، والسعيد من يخلدها بأحسن الأعمال، وراحة النفس في قلة الآثام، ومن عرف ربه اشتغل به عن هوى نفسه، وفي هذا الشهر المبارك المنزل فيه القرآن العظيم تعددت فيه أنواع المغفرة من التوسع في المعروف والبذل والدعاء وتفريج الكربات والإكثار من العبادات.....

إلا أن بعض الناس أرخص لياليه، وأرهق فيها بصره مع الفضائيات، يعيش معها في أوهام، ويسرح فكره حولها في خيال ويتطلع لها لعل فيها سعادة السراب، فإذا انقضى شهر الصيام لا لمال فيه جمع، ولا للآخرة ارتفع، ربح الناس وهو خاسر.

ومن رحمة الله بعباده في رمضان أن ساعدهم على الطاعات وهيأ لهم الوسائل المعينة على ذلك، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: ( إذاجاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ) متفق عليه.

ففي شهر رمضان المبارك يفتح الله سبحانه وتعالى أبواب الجنة على مصراعيها لكل تائب توبة نصوحا وفق شروطها الشرعية المعتبرة وتغلق بوجهه كل أبواب الجحيم....
فاللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال إنك ولي ذلك والقادر عليه.

06 يوليو 2015

نفحات رمضانية.. نداء للمفرطين


نفحات رمضانية [5 ]
نداء للمفرطين
عمار طارق الغتنيني

أيها الإخوة إحذروا من التفريط في هذا الشهر العظيم فأيامه معدودة وساعاته محدودة ولا تكن من أولئك الذين جعلوا رمضان موسم للهو والعصيان ، إحذروا من الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية قال تعالى :{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى }.

فكم تتألم النفوس المؤمنة وتتقطع حسرة على ما تراه من شباب المسلمين الذين اجتمعوا على اللهو وقتل الأوقات في ليالي رمضان الفاضلة كم من الحرمات لله تنتهك ومعاصي يجاهر بها في ليالي رمضان المباركة والله المستعان . فيا خسارة المفرطين ويا ندامتهم يوم وقوفهم بين يدي رب العالمين عند سؤاله لهم {ماذا أجبتم المرسلين } .
 فاجتهد أيها الأخ المبارك في اغتنام أيام العمر ولياليه .
فما زال القلب ينبض وانت في صحة وعافية واحذر قبل.....

ترحل الشهر وا لهفاه وانصرما**واختص بالفوز في الجنات من خدما 
واصبح الغافل المسكين منكسرا**مثلي فيا ويحه ياعظم ما حرما
من فاته الزرع وقت البذار فما**تراه يحصد إلا الهم والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته**في شهره وبحبل الله معتصما