قبائل المشقاص ثعين والحموم

صدر للاستاذ والباحث الكبير المؤرخ عبدالرحمن عبد الكريم الملاحي كتاب مهرجان الختان عند قبائل المشقاص ثعين والحموم. قدم من خلال الكتاب الدلالات الاجتماعيه واللغويه والتقافيه لمهرجان ختان صبيان قبائل المشقاص ثعين والحموم . 

الكتاب حوى على عدة فصول هامة منها :

مقدمة الكتاب :

قدم لنا الكاتب الملاحي وصفاً عن رحله قام بها الى المشقاص مع عائله كريمه من المشايخ ال باعباد الى وادي بدش حيث كانو قد عزمو على رعي محصول نخيلهم من الخريف ,ومثل هذا الاستنفار تقوم به عوائل مشقاصيه كبيره ومرموقهوذالك لقضاء فترة فصل الخريف بأحد الوديان المجاوره لهم حيث يقع نخلهم وزراعتهم واملاكهم الخاصه . كما سرد الكاتب كيف كانت رحلته متعبه وشاقه وسيراً على الاقدام مع الاغنام , الا انه كان مسروراً ولديه الرغبه الشديده للتعرف على مواقع ومناطق جديده من بلاده بكل مافيها من عادات وتقاليد والاطلاع على الموروث الشعبي والثقافي و الاجتماعي , كل هذا مادفعه لهذه المجازفه ولهذه الرحله الى وادي صرصر ذالك الوادي المفروش بالخضره تطوف به باسقات النخيل ويحتضنها من الشرق والغرب جبلين شامخين حيث قضى ثمانية عشر يوما متنقلا في عموم قرى الوادي يدون خلالها جمله من المشاهد والمرويات الشعريه والحكايات والاخبار التاريخيه والقبليه لسكان تلك الاماكن من اصحاب الدرايه والشان وكبار السن . 

ثم تطرق الكاتب الى تعرف كلمة المشقاص وحدودها وسكانها , حيث قال انه ذالك الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة حضرموت ويحدد رقعته الجغرافيه بما يعرف اليوم بمديرية الريده الشرقيه وقصيعر . 

أهم قرى المشقاص وسكانها :

1- قبيلة الغتنيني بيت غتنين ويسكنون قرية سرار الواقعة بين قصيعروالريدة الشرقية ومن مثاويهم الحافة وعسد الجبل ولهم بها حصون وأموال .
2-الهزيلي ومساكنهم بالفرع الغربي لوادي عسد وشعب حفرين الى الشمال من قرية ضبق 

3- الدميكي ويسكنون بوادي شخاوي وقرية حضاتهم والمصينعه 

4-الدحيمي ويسكنون جبل زوزو ونزحو الى رخوت الغربية وهم من القبائل النازحة 

5- السيفي وهم السيفيون ويسكنون مناطق عديدة منها المصينعة وشخاوي وحساي وثمنون ورخوت وشرخات ولعيص وسيحوت ومناطق اخرى

6- بيت نمور ويسكنون يضغط القريبه من حلفون 

7-ابن مهاجر ويسكنون حبظ مع بني مطر 

7- الجريري بيت جرير ويسكنون الحافه شمال شرق قصيعر 

8- البسيري ويسكنون في قرية المحجر 

9- القرادي بيت قراد ويسكنون وادي بدش 

10- العمقي ويسكنون شخاوي وحضاتهم والمصينعه

11- النحتي يسكنون وادي المضى وقرية رخميت وغوبير الى الشمال من ريدة عبد الودود

12- السماح ويسكنون وادي زريت 

13- العدول العدلي ويسكنون المصينعه وحساي 

14- المناهيل ويسكنون المصينعه والريده الشرقيه وخاشيم 

15 - بيت عسانه ويسكنون منطقة العيق 

16- بيت حقيبه ويسكنون ريدة عبدالودود 

17- ال كثير ويسكنو ريدة عبدالودود والرزفه 

18- ال باوزير ولهم انتشار كبير بحضرموت ويسكنون قرى المشقاص كروشم وخاشيم وريدة عبدالودود 

19- ال باعباد قبيله كبيره وتسكن الشحر غرباً الى قرية عتاب شرقاً بمحافظة المهره ويحضون باحترام من الجميع قبائل ثعين والحموم وفيهم حكام عرفيون اشتهرو بحل كثير من القضاء 

20- المسيليون وهم قوم يسكنون بقرى ديعوت ويزوم والفرط والقلعنه وهم قوم من اصل افريقي وقد اشار اليهم الحاكم البريطاني لحضرموت انجرامس في تقريره عن حضرموت ووصفهم بالانتماء الافريقي كما كتب فيهم د جواد علي بانهم من بقايا الجيش الحبشي المهزوم في اليمن على يد قوات سيف بن ذي يزن 

21- بيت غراب كانو يسكنون قرية اللسك شرق تريم بحوالي سته كيلو مترات وطردهم الرسوليون في القرن السادس الهجري وانتقلو الى الساحل وتحالفو مع الحموم ويسكنون الان في قرية حلفون والمعيمله ووداي صبا ومعبر 

22- بنو عجيل ويسكنون وداي رغدان وعسد الجبل 

23-الجامحه ويسكنون دواي عسد الجبل وقرى مهينم وقصيعر ومعبر وعسد الغايه 

24- بيت شنين ويسكنون وادي شذوة وخرد وخريده 

25- بيت يمين ويسكنون وادي عرف وقرية البرح وجول العبيه 

26- بيت قرزات ويسكنون غيل بن يمين وسفوح جبل عبود ووديان جغجف ويرب والغييضات والبقر والمسهل 

ثم سرد الكاتب تاريخ المشقاص مع الغزاه والمحتلين ووضح بعض الفترات الزمنيه لبعض الاحتلال لارض المشقاص كما وضح القلاع والحصون ودورها التاريخي في صد الغزاة

ثم تحدث عن بعض الاحلاف في أرض المشقاص بين القبائل كلحلف الحموم الكبير وزي ثعين وغيره من الاحلاف 

كما تحدث ايضا عن الأسرة في العرف القبلي المشقاصي وثقافة الفرد المشقاصي وبعض السوارح الاجتماعيه مثل سارحة عمرو التي تحدد النظام العام للقبيله ونظرة القبيله للطفل والمراه وبعض الاعراف القبليه الاخرى 

ثم بدا يدخل الى صلب الموضوع وهو الختان فقد شرح الختان عبر التاريخ منذ العصور الاولى ثم وضح لنا مظاهر ختان صبيان قبائل المشقاص والمظاهر الاحتفالية له . 

مظاهر الاحتفال ومهرجان الختان

مناسبتان هامتان في حياة القبيلة المشقاصية, تعد العده لها وتحتفل بهما , هما ختان الصبيان وعقد الزيجات , ولإضفاء الاهميه الاجتماعيه لهما يطلق على كليهما مصطلح الحراوه , فيقال حراوة ختان , وحراوة زواج .

ولايطلق هذا المصطلح على اي مناسبة احتفاليه اخرى . ذالك انهما مهرجانان اجتماعيان يتسمان بالبهجه وذالك لانتقال فرد من القبيله من مرحله اجتماعيه الى اخرى اكثر تفاعلاً واهميه فيصبح الطفل بعد تطهيره فرداً فاعلاً ومقاتلاً مدافعاً عن القبيله فينتقل من مرحلة الطفوله الى مرحلة الفتوه والرجوله . 

يتهيأ افراد القبيله عامه ومنذ الاعلان عن موعد اعلان قيام المهرجان بالاعداد والتحضير فالأسرة مشغوله باعداد لوازم الصبي من ملبس خاص ومعدات وادويه ضروريه للعلاج ,اولاً تقوم الاسره باعداداً الصبي اعداداً تربوياً خاصاً لمواجهة الموقف الخاص به يوم اداء مراسيم الختان يتم ارساله اولاً الى احد الشعراء المعروفين في القبيله او خارجها ليتلقى منه قصيده او اكثر من قصيده خاصه لهذه المناسبه كما يعلمه كيفية الالقاء واسلوب الاداء وحركة الوقوف امام الخاتن ليحوز قصب السبق وفي ذالك مفخره للشاعر والصبي والقبيله ., يشارك افراد العائله والقبيله عامه لاعدادالمواد الغذائيه ولوازم الضيافه لتقديم الهدايا من الاغنام والتمور والذره وغيرها من اللوازم . حركة نشيطه تنهض بها القبيله ترعاها وتديرها زعامتها بأعرافها وتقاليدها يراقب الشيوخ كل من يدخل بها ويخرج عن قوانينها فيوم الختان يوم مشهود من ايام القبيله وملتقى قبلي كبير يتبادلون فيه الراي ويناقشون كل مايهم القبيله .كما ان ايام مهرجان الختان تقام اسواق لتبادل المنافع وتعقد الصفقات التجاريه بينهم وفيه يتبارى الشعراء في مساجلات شعريه كبرى وتقام احتفالات والرقص والزوامل وغيرها . وفي المهرجان ايضاً تتزين النساء بازهى مالديهن من ملابس وحلي مشاركات الرجال في الرقص والغناء . 

بعد حصر عدد الصبيان المراد ختانهم من ابناء القبيله وبطونها وفروعها يقرر الكبار موعد المهرجان ويعلنوا عنه ويدعو الاصدقاء من القبائل الاخرى لحضوره .

اما مكان اقامة المهرجان فيحدد له وادي موصوف بكثرة الاشجار والمياه فيه فتأمر زعامة القبيله بعدم الرعي في ذالك الوادي لحين انقضى المهرجان .

يقسم الوادي الى قسمين الجزء الاعلى ينظف وتنصب فيه الخيام والمطابخ وساحات الشرح والرقص ويسمى هذا الجزء المحرس . واما الجزء الاخر من الوادي يتم فيه الختان ويسمى بالمختنة ويبنى فيه منصة المختنه على ارتفاع ثلاثه اقدام من سطح الارض وهي مبنيه من الطين والحجارة .

عشية الاحتفال بيوم الختان يجتمع بطون القبيله المنتسب اليهم الصبيان المراد تطهيرهم على ارضية المحرس ويتم تحديد الاول والثاني وترتيبهم لعملية الختان ويسمى الاول بالمصبح والاخير المحوش . 

تبدا القبيله باستقبال الضيوف بالاهازيج والزوامل حيث تصل الوفود تباعاً بالاهازيح والزوامل مادحين المضيف في زواملهم واشعارهم كما ان المضيف يستقبل ضيفه مادحاً في زامله واشعاره وتصاحب الزوامل اطلاق الاعيره الناريه ايضاً ثم يدخلون الضيوف الى اماكن استقبالهم ويتبادلون الاحاديث والاخبار من كل الجهات .

المسراح الى المختنة :

ينهض الجميع مبكراً من موقعهم بالمحرس وتتحرك القبيله مع ضيوفهم الى مكان المختنه في زوامل واهازيج مكررين صيحات الاستبشار بعد وقفات يدخل فيها شاعر بين الصفوف ليلقي عليهم ابيات جديده فيتغنو بها سائرين منشدين معلنين بداية جديده من ايام مهرجان الختان .

تتوقف المسيره عند المختنة ويتخذ الجميع مجالسهم امامها مواجهين لها .فتقدم لهم اكواب القهوه والتمر ويجلس الصبيان المراد تطهيرهم متزينين في المكان المحدد لهم بالقرب من المنصه وتجلس النساء في الموخره خلف الرجال اما امام الجزء القائم من المنصه فيجلس اربعه اشخاص وهم اصحاب دور هام في العمليه الاول الحكم والاثنين الاخرين مزكيان وشاهدان وهم من الناس اصحاب الفطنه ورجاحة العقل وقوة الملاحظه وعليهم ملاحظة قسمات وجه الصبي اثناء الختان فاي حركة تدل على الخوف وعدم الصبر فيصدر حكم بجبن الصبي وضعفه وخوفه امام الخاتن واما ان كان صامدا وجلدا فانه ينال شهادة الفتوه والشجاعه والرجوله من اللجنه المحكمه ويلي الحكم في هذا الموقف شهاده الاثنين الاخرين والرابع الخاتن . 

, يجلس الجميع مفترشين الارض محتبين منتظرين في لهفة صعود الصبيان الى المختنه يتجاذبون اطراف الحديث حتى يحين الاعلان عن البدايه فيصمت الجميع صاغين منصتين .

لحظة الصعود الى المنصه : يرتدي الصبيان المراد تطهيرهم لباسا خاصا تقليديا لهذف المناسبه وهو وزار قطني مصبوغ بالنيل ويعرف بالصبيغه ويتمنطق الصبي في خصره بجنبيه .

يعلن العاقل عن افتتاح المهرجان بالنداء على الصبي الاول ويسمى المصبح فينهض خفيفا من مجلسه رافعا راسه مظهرا عدم خوفه ورافعا جنبيته وراسه الى الاعلى متوجها نحو المختنه ويقف امام الحضور رافعا خنجره ملقيا قصيدته الشعريه امام الحضور قبل عملية تطهيره الى ان يقول الصبي ((قصت )) اي انتهت ويعيد الخنجر الى غمده ثم ينادي الصبي بصوته الى الخاتن (( قرب )) اي اقترب فانا مستعد للختان ثم يقفز الصبي الى حيث يجلس الخاتن والحكم والشاهدين حيث يمدان ساترا يحجب النصف الاسفل من الصبي فقط عن الحاضرين . يظل الصبي واقفا شامخا وشاخصا بنظراته الى المنطقه المحدده للختان , فيقوم الخاتن بعملية الختان في حركه سريعة في الوقت نفسه يراقب الحكم تاثيرات القطع على وجه الصبي في حين ان الصبي يحاول ان لايظهر او يبدي اي حركه تنم عن جزعه والمه وخوفه , ثم يرفع الشاهدين الساتر دلاله على نهاية الختان فتطلق النساء الزعاريد وتطلق الاعيره الناريه في الهواء ويعود الصبي مهرولا مزهوا طربا بين صيحات الاعجاب وكلمات التهاني ويدخل خيمه معده لتغير ملابسه ولتضمد امه جرحه ببعض الادويه المصنوعه من الاعشاب ويستمر المهرجان معلن عن الاسم الذي يليه وهكذا حتى ينتصف النهار الى ان يشير المقدم العام بالنهوض والعوده الى المحرس والمضوى اليه منشدين الزوامل واصفين صمود الصبيه الشعراء في اشعارهم المصاحبه للزامل .

في الايام التاليه لانتهاء الختان تولي الاسره صبيها المختون جل الاهتما م فتقلده لباسا خاصا يميزه عن غيره من الصبيان غير المختونين فيحلق شعر راسه كله دلاله على انه مختون ينال المختون الكثير من الهديا من اقربائه وبعد عدة ايام يقوم الصبي ايضاً بجولات ترفيهيه وتعريفيه بين احياء القبيله فيستقبله اهلها بالبشر والترحاب وتستضيفه وتقدم له اجود مالديها من غذاء فقد اصبح الان رجلا له دور في حركة القبيله واصبح عنصراً وعاملاً يعزز قوة القبيله في رفع شانها .

وفي الاخير تطرق الكاتب الملاحي الى بحث شامل عن القصيده الملقاه من الصبيه اثنا عمليه الختان ونوعها وتاريخها ومراحل تطويرها وادرج بعض النماذج منها 

الكتاب يحتوى على 151 صفحه وهذا مجرد ملخص له 

كتاب شيق وجميل كيف لا وهو للملاحي الكاتب الذي يسحرك باسلوبه في كتابة القصه ويجعلك تهيم معها وتعيش كل تفاصيلها . 

الكاتب في سطور 

عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي 

من مواليد اكتوبر 1936م 

تخرج من دار المعلمين سنة 1953م

انتخب امينا عاما لاتحاد المسرحيين اليمنين 1973م

عين مديراً لمتكب الثقافه بحضرموت 1975-1980م

عضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنين 

مدير مركز المحضار الثقافي 

كاتب قصه منذو مطلع الستينات 

كتب عدد من المسرحيات 

شارك في عدد من الندوات داخل وخارج اليمن

المصدر: مجالس الكثيري بتصرف يسير