02 أغسطس 2014

غربة




غربة
فيصل سعيد الغتنيني
في جوف الغربة وبين ضلوع الشوق مع رحيل الشمس بضياء النهار وامتصاص الافق احتراق الغروب.. شعرت بوحدة حارقة يتطاير شررها فتفحم كل شيء من حولي! وتنكمش المناظر وتذبل الورود فتغيب البهجة وتندثر الافراح فتتلاشى الالوان جميعا ليستقر في عيني لون الغراب حتى الوجوه التي كانت تبدو لي جميلة غدت كالحة كئيبة.. والشرارة نفسها التي تحرق الجمال من حولي تضئ ازقة قريتي الوادعة فيجذبني اليها تفاصيلها الصغيرة ونسيمها المثقل برائحة البحر..فأتذكر هدوءها الذي تبدده زقزقة العصافير فتشدو لتطرب الاسماع بأعذب الالحان فتتراقص معها الاغصان قاصدة اصدار ذلك الصوت الذي يبدو كإيقاعات موسيقية توحي ببراعة الموسيقى .
ومع زوال الشعاع المنحدر من ثقوب السحاب, وظهور القمر الذي يزين بالفضة اعالي الاشجار تتوقف العصافير عن شدوها وتستقر الاغصان على ايقاعاتها وتبقى التفاصيل بأسرارها تذكرني بحكايات لم تكتمل حينما اختفت النجوم فجأة وبقى القمر حائرا خجولا من تلك العينين التي تشع نورا يتوهج في الافق لدرجة ان الطيور لا تحسبه ليلا فتستمر بالإنشاد حينها تستقر دمعه ساخنة على خدي لم امسحها بعد لتبقى دليلا على عبقرية الحياة حين تصيبك بلحظات  استفزازيه وتسلب منك راحة الوجود.

نشرة المسرة العدد الثاني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا زائرنا الكريم يسعدنا كثيرا ان تنشر تعليقاتك واقتراحاتك

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.