نصائح من ذهب

نصائح من ذهب

ثامر تيسير الغتنيني

في طفولتي كان أبي يرشدني إلى طلب العلم في حلقات تحفيظ القران الكريم بالمسجد وكان يردد العلم نور وفعلا العلم نور وكان يقول لي احذر من رفقاء السوء وكنت لا ادري من هم رفقاء السوء حتى كبرت.. ولما أصبح عمري سبع سنوات كان يوصلني إلى المدرسة لأطلب العلم ويحثني عليه..

وكان لي رغبه في الدراسة وكانت الدراسة ممتعة بالنسبة لي في مدرسة الاستقلال بسرار ..ولما صار عمري 16 عاما اخذ يجول بخاطري هاجس ..وصرت احدث نفسي وأسالها ما هو الفائدة من المدرسة والمتخرجون أكثرهم بلا توظيف.. ومن توظف منهم لم يجد الوظيفة إلا بعد شق الأنفس وكان العمل في البحر في ذلك الوقت مربح وأصبحت  رغبتي في الدراسة تقل يوما عن يوم.. فأحببت البحر ..وكان أبي يقول لي : يا بني البحر ستدركها وأنت في شبابك ومستقبلك بين أيديك ولكني لم استمر فيا لمدرسة لأني لما أعد أحبها وأصبحت أحب البحر فتركت المدرسة من الصف الثامن واشتغلت بالبحر وكان أبي يحدثني يا بني المدرسة تريد صبر والبحر ليس لها مستقبل ..فلم استمع لكلامه.

بعد فترة أحسست بتعب البحر فتذكرت كلام أبي واخذ صداه يتردد في أذني وأدركت قيمته ولكن السنين قد مرت .. البحر قل إنتاجها حينها أحسست بالضياع فتركت البحر ..وعزمت على السفر لأرض الغربة ومرة أخرى نصحني أبي بكلام يكتب بماء الذهب اخبرني أن الغربة مشقه وتعب.

فقلت له دعني أجرب ..ولما وصلت لأرض الغربة كان كل شيء مستحيل ومكتوب ما منه عذر والحمد الله على كل حال.. فأخذت استرجع نصائح أبي الكثيرة ..حفظك الله يا أبي وطول الله في عمرك لو كان بيدي لفرشت لك الأرض ورود تمشي عليها ولن أوفي حقك ..الله لا يحرمنا من رضاك .

نشرة المسرة العدد الثاني