30 يوليو 2013

سنة أولى حقوق




سنة أولى حقوق

بقلم/ فيصل سعيد الغتنيني

كنت خائفا في بداية الأمر من الالتحاق بدراستي الجامعية وكان ينتابني شعور غريب بان هناك صعوبات وتحديات قد تؤدي إلى عرقلة مسيري أثناء دراستي أو قد تؤدي بي إلى حد الرسوب.
ومع ذلك حاولت أن أجد طريقة للتخلص من تلك التوهمات الباطلة ولكسر جدار الخوف الذي بدأت تزول سحابته الكالحة وتندثر ظلمته القاتمة شيئا فشيئا فقررت الالتحاق بكلية الحقوق فذهبت في أول رحلة لمدينة عدن من أجل إجراءات التسجيل؛
فأشرفت على مدينة عدن والشمس تكسوها بأشعتها الفضية فتغمرها  بضياء آخذ بالألباب وثغرها الباسم يبين لي روعة عدن وهي تبدو كأنها لوحة رسمت على ضفاف البحر وتحيطها قمم الجبال بشكل عشوائي إيحاء خفي يستبد بمشاعري نحو هذه المدينة التي تبتسم برغم الجراح التي تصيبها والمرحلة القاسية التي تمر بها فالمشهد ساكن سكون الوقت الذي يلجا فيه الناس إلى مخادعهم للنوم والراحة في وقت الظهيرة فأكملت  إجراءات التسجيل في اليوم الثاني.
وفي الرحلة الثانية رجعت إلى عدن أكثر  نشاطا واستعدادا لممارسة واجبي الدراسي تفاجأت أثناء دخولي قاعة المحاضرة المكيفة والمضاءة نهارا وأنا أتلفت واشتم الروائح المعطرة التي تنبعث في تلك الارجاء..
 فتخترقني نظرة ساخنة تمتص المشهد برمته وتحول المساحة التي تحيطني إلى ربوة ذات تضاريس خلابة فقدماي تقوداني إلى ذلك المقعد المعزول فجلست وأنا منشغل بالنظر في تلك الوجوه  وجوه أراها  لأول مرة وربما ستستمر معي إلى نهاية مشواري الدراسي وتبقى جزء من الروتين الذي سأمارسه في مقامي الجديد .
وتمر الأيام بسرعة كألوان الطيف فتسوق معها الامتحانات بضجيجها الصاخب وقوانينها المتعسفة والتي تجبرك على المراجعة وتلزمك باتخاذ أساليب أكثر دقة للاطلاع وما كنت خائفا منه يمر بنجاح فهاهي السنة الأولى تمضي  فتترك لي بقايا ذكريات تتمايل في مخيلتي كأغصان الربيع وتحفر نقوشها في ذاكرتي معلنة طول البقاء أنها مشاهد السنة الأولى في كلية الحقوق.

# نشرة المسرة العدد (0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا زائرنا الكريم يسعدنا كثيرا ان تنشر تعليقاتك واقتراحاتك

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.