30 يوليو 2013

قصة قصيرة 91*90




قصة قصيرة 
91*90                  

                                                                                                                                                                                                                                        بقلم/ مسعود علي الغتنيني


خرج مسرعا يحث الخطى الى عمله..لم يكن يتوقع أن يقع في شراكهم.. فسكنه لا يبعد عن مكان عمله سوى بضع خطوات لذا كان مطمئنا كعادته ..وبينما هو يحدث نفسه بآماله التي سيبنيها من هنا إن ظل هكذا..بعيداً عنهم..وفجأة رآهم يقفون على ناصية الطريق ..حاول أن يعود ادراجه لكنه لم يستطع ..اقتربا منه في تجهم امسكا به سألاه بضعة اسئلة في اقتضاب.. ثم اخذاه في سيارتهم الخضراء المشؤومة ..قدماه إلى مديرهم بعد أن همسا في اذنيه بكلمات لم يتبينها..التفت اليه المدير قائلا:
- اجل انت يماني..!!
هز رأسه في استسلام..
-خذوه الى واحد وتسعين..
امسكاه بقوه ورموا به في مكان معتم يعج باشخاص من جنسيات مختلفه اقترب من احدهم على وجل وسأله:
-هل يوجد احد هنا من اليمن..؟؟
نظر إليه مندهشا ودخل في ضحكة هستيرية قبل ان يجيبه بعربية مكسرة:
-يوجد منهم الكثير في تلك الزاوية.
اقترب منهم بهدوء وسلم عليهم في وقار..قام إليه أحدهم واستقبله استقبالا حارا..وكأنه قدم اليه من عالم اخر..تجاذبا اطراف الحديث.. قال له صديقه بصوت خافت:
-لقد قظيت خمس سنوات في مكان اخر لم أر فيه سوى الظلمة ولم اكلم أحداً غير الجدران والحشرات..لا لشي الا ان احدهم سألني يوما: هل يباع السلاح  ..?!!
أصبحا صديقين مقربين آنس كل منهم وحدة الآخر وصارا شريكين في تلك الزاوية..والتي جذبت اليها زوارا اخرين..فاستوطنوها..و­تعرف من خلالها على أُناس كثر وكون صداقات لم يكونها مثلها في حياته ...
عرف منهم قصصهم المختلفه وفترات حجزهم المتباينة..
مكث طويلاً لا يأكل من الطعام سوى النزر اليسير فنفسه عافت ما يقدم له من طعام فاصبح اعتماده على البقالة الوحيدة بذلك المكان ..بعد أن يمن عليه الحارس بإحضاره بسعر مضاعف..
حاول جاهدا الابتعاد عن المشادات والمصادمات التي تحصل دائما لااتفه الأسباب الا انه يجد نفسه مجبرا عليها احيانا فالبقاء للاقوى كماعلمه صاحبه..قبل أن يغادره ويتركه ملكا على زاويته ..فاصبح كل يوم يستقبل زوارا ويودع اخرين.. اما هو فقد ظل مصيره مجهولا وعندما يسأل عليه يأتيه الرد:
-لقد ضاعت اوراقك ..سوف نبحث عنها. يتملكه اليأس لضياعها ولكنه يخلطه مع بصيص الأمل الذي يأتيه من وعدهم بالبحث عنها ليبقى متماسكا ..
علم أن هذا الرد أُعطي لآخرين من رعايا زاويته فقرروا الاضراب عن الطعام ومنعوا دخوله.. ولم يتراجعوا..حتى   وعدوا وعود اكيده بإحضار اوراقهم..ومضت الايام بطيئة كئيبة مليئة بلأحزان والأمال ..بقى عميداً لزاويته الآمر الناهي فيها..حتى دخل عليه المدير مبتسما يوما وقال له:
- لقد اكملت اليوم تسعون يوما وحق لك المغادرة .. سلمه اوراقه فحملها فرحا..ودع زاويته ومن فيها ..القى نظرة على جدارنها رأى كتابات شتى..ميز منه خطه )لقد مررت من هنا يوما(..خرج مسرعا يتلمس ضؤء النهار ويحتضن أشعة الشمس ..مستهام الفؤاد طائر اللب لا يرى امامه سوى احلام وامال تكتب من جديد بعيدا عن زاويته بعيدا عن واحد وتسعين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا زائرنا الكريم يسعدنا كثيرا ان تنشر تعليقاتك واقتراحاتك

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.