28 ديسمبر 2016

بقايا..حلم جميل


قصة قصيرة
بقايا..حلم جميل !!

بقلم/ مسعود علي الغتنيني

بدتْ نجلاء العينين رقيقة الشفتين دقيقة الأنف متوسطة القامة تمشي الهوينى..
كان يسير وحده..!! فجأة لمحها..!!
لقد أحبها في صغره..تعلق حبها بنياط قلبه ..تملك كل مشاعره ولم يجرؤ أن يصارحها..ظل يكتمه..!! يتلذذ به حينا ! ويتعذب به أحيانا..! أصبحت أنيسة نفسه وسميرة خلوته ومعذبة روحه جمعت في نفسه مشاعر وانفعالات متناقضة متباينة..الرضا والسخط..الحنين واليأس ، الرضا بالحب والسخط لعجزه عن مصارحتها ، الحنين للقياها واليأس الذي ينتابه كلما فكر في ذلك..!!
بادرته ببشاشة : هالو..
فلم يحر جوابا من هول المفاجأة..!! حتى اقتربت منه رويدا...رويدا ، وهي متهللة الأسارير وقد تفتق ثغرها عن ابتسامة خفيفة تبدو من خلالها أسنان تشع بياضا وأخذت تهمس في أذنه:
-لم أتوقع أن أراك مجددا..ليتك تعلم كم آلمني فراقك..لقد كدت أجنّ ..إني لم أتصور أن أعيش بدونك أحبك..أحبك ، إني في أشد نشوة وأعظم فرحة..بددت عفويتها واندفاعها واعترافها بالحب كل مشاعر الخوف والخجل التي ساورته طويلا..واندفع هو الآخر يردد بلاتوقف وكأن السعادة قد فتحت له أبوابها :
-لقد أحببتك من كل قلبي ..لقد همت فيك..لقد ملكتي كل مشاعري وأحاسيسي...
وتهدج صوته بالبكاء وهو يردد في انفعال مافعله حبها به..ازدرد ريقه ثم اندفع مجددا :

-لم أكن أعلم أنك تبادليني الحب بالحب.. لقد كنت تائها عندما لم أفطن لحبك لي..إنني في أشد لهفة لضمك..لحضنك ..لتقبيلك ، وبلل الدمع وجنتيه..ورفع بصره في تثاقل..وأخذ يتحسس بأصابعه المرتجفة بقايا دموع..وهو ينفض غبار ليلة مليئة بالأحلام والآمال..وسرح في خياله وهو يتذكر بقايا حلم جميل..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا زائرنا الكريم يسعدنا كثيرا ان تنشر تعليقاتك واقتراحاتك

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.