28 ديسمبر 2016

ليتها تعود


قصة قصيرة

 ليتها تعود
بقلم/ مسعود علي الغتنيني

عادت منهكة من مدرستها رمت بحقيبتها على أول كنبة قابلتها دخلت غرفتها وأغلقت على نفسها الباب ، أجهشت بالبكاء لم تكن تتوقع خيانته ؛ لقد أحبته بصدق وأخلصت له ، لقد هامت به .. كان ذنبها الوحيد أنها خجولة لم تستطع أن تبوح له بمافي نفسها بل إنها تظاهرت بعدم محبتها له..وما أن تختلي بنفسها حتى تترك لنفسها العنان فتتخيل نفسها على حصان أبيض تتنقل في حدائق وارفة الظلال تحيط بها العصافير فتغرد لها أجمل التغاريد وهو ينتظرها في وسط تلك الحدائق الغناء وما أن يصل إليها حتى يحتضنها في شغف ويربت عليها بحنو..يزداد نحيبها كلما تذكرت تلك اللحظات التي قضتها معه في تلك الخيالات الجميلة ..لم تكن تعلم بمقدار حبه لها فقد أحبها بجنون لايستطيع النوم لشدة شوقه يكتب فيها الأشعار ويسطرلها لوحات جميلة من أعذب الألحان لقد أحبها بجنون كل يوم ينتظرها أمام بوابة المدرسة ليسرق منها نظرة وحيدة تزوده بطاقة يعيش عليها بقية يومه.. يكون أسعد أيامه يوم تدخل عليه في المحل الذي يعمل به فيترك كل مافي يده ولايرى شيئا سواها حاول ان يبوح لها بمكنون نفسه وبحبه لها إلا أنها عنيدة فلم تعطه مناه وكلما حاول أن يبثها شجونه تهربت منه ولكنه يرى في نظراتها مايوحي له بمدى حبها له قرر أن يستخدم طريقة أخرى .. كلما رآها تظاهر بمغازلة أخرى ليثير غيرتها رأت ذلك منه وفطنت لحيلته فلم تحفل بالأمر في البداية..لكنها صدمت عندما رأته في مكان خالٍ يمسك يد إحدى صديقاتها ويهمس لها وهي تتضاحك أمامه عادت إلى غرفتها باكية وعاهدت نفسها أن تمحي اسمه من ذاكرتها وأخذت مذكراتها وبدت تمزقها ومعها تمزق قلبها المجروح أما هو فلازال يتمسك بالأمل ويمني نفسها بعودتها ومافتي يردد ليتها تعود....!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا زائرنا الكريم يسعدنا كثيرا ان تنشر تعليقاتك واقتراحاتك

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.