16 يوليو 2014

أمون ..التى لم تعش بعد ..




قصة قصيرة 



======
(من الواقع وليس من نسج الخيال)

أمون ..التى لم تعش بعد ..؟

كتبها : صلاح احمد العجيلي



..
أمون التى اعرفها ... وما يزال رسم محياها لا يفارقنا منذ حولين مضت من الان هي زهرة مفتحة او ما تزال تتفتح على ضفاف الحياة الوارفة بالظلال والأمان , والهدوء والسكينة , تتفتح رويدا رويدا ... لتنمو وتغدو , شجرة يانعة مثمرة ظلها ثابت وجذعها في اعماق الارض , وخيرها دائم ووفير ... 
منذ رايتها /بإحدى شقق الهدى السكنية / بالمكلا وعمرها يومذاك لا يتجاوز السنوات الخمس , ومن ذلك ال(رمضان) الى هذا الشهر شهر (الصيام) الذي سيدنو منا قريبا , مضت سنتان من بعد الخمس الماضيات ...
وتشاء الاقدار ان لا تكتمل السنابل السبع وأن لايكتمل الفرح ايضا بوصول اغلى الناس وأعزهم مقاما وقدرا قي نفوس الجميع , وما ذاك الموكب الكبير المنتظم والمنتظر استقبالا على ابواب ارض (المسرة) الا دليل اخر على حب الناس لهم جميعا ...
 ومن حبه الناس احبه الله ..
*
أمووون لك الله وفردوسه الاعلى ... ولنا الحزن الاليم , ووجع القلوب التى تكاد ان تبلغ الحناجر ... كيف لانحزن وأنت من غزلت جدائلها ضوء الشمس , ورسم وجنتاها ضياء القمر ...حين اكتمل او كاد ان يكتمل ..
*
نعم مضيت في موكب السفر على عجل ... ومن (الجبيل) لبست فستان الفرح , وتمنطقي بأبهى الحلى والحلل , وكأنك تزفين نفسك الى فارس 
احلامك الذي ارتسم يوما ما في مخيلتك الغضه ..؟!!

* أووه ... ما جملك... أموون , حين تتزينين , هكذا قالت بعض الالسن التى لم تتعود ذكر اسم الله وحبيبة المصطفى ..حينما ترى جمالا طبيعيا يمشي على الارض ؟! وقالت بعض العيون وهي ترقب سعادتها لهوَها وفرحها الذي لا تخفيه وهي تتهياء لموعد الانطلاق والسفر والعودة الى ارض الوطن.. ؟!! قالت: أموون ...من كحل لك عينيك الجاحظتين ؟! ومن الذي طرز لك ثوبَك الجميل ؟! ومن غزل من قمر شعبان بهاءك ونورك ؟!

*
ومن سار الينا بالنباء الفاجعة الاليم ؟! ومن جاء إليك ينقذ ما تبقي منك ...ولم يفلح ... من سأل عنك بعد ان فاق من الغيبوبة وطلب ان يراك .. ولم يتم له ذلك الطلب المستحيل , فعاد مره ثانية الى غيبوبة أقسى , استمرت احدى عشرة يوما , ولحقت بك.. هي الاخرى ؟!!

*
ومن جاء إلينا - في غفلة ماحقة - ولحظة فارقة توقف فيها شهيق الروح وزفيرها... وقال لنا : امو وون وأهلها تأخروا عن موعد الوصول الى المدينة ... ومن ثم سألتني صغيرتي , وما أصعب اسئلة الصغار احيانا : لماذا يا ابي ... لم تأتي امووون ؟!! وألحت على مرارا بالسؤال ذاته ؟! تسمرت عيناي في الارض , وأخذت أقبلها بحراره..مؤكدا لها ستأتي عندما حين المساء ...
 وكأن مساءا كئيبا .. ذلك المساء ..حينما أتانا النباء من ( سليل شرورة ) , كان الصوت موحشا :
اموون لم تعد لكم … ولن تأتي اليكم بعد اليوم ؟!! ....هل اتاك حديث الفواجع والمواجع , ومخاطر السفر وكأبة المنظر وسوء المنقلب في الاهل والمال والولد ... ولن ازيد الان , أو هكذا ينبغي... 

ولو انني احتاج الى المزيد من الشرح والتفصيل , لتكتمل الصورة , المفجعة , التى لم ولن تمحى من ذاكرة الرجال والأجيال والنساء والأطفال في ارض حضرموت والمشقاص خصوصا ..؟!

*
أمووون ...كوني فينا العبرةَ والعضة ... ونحن نعيش في بلاد الايمان والحكمة , بلاد باركتها الملائكة...أموون ....ويا أخت اموون ويا.......ويا أأم أ موون , السيدة الفاضلة , بل ويا أم الارامل والأيتام , والفقراء والمساكين والمحتاجين في كل ربوع أرضنا المشقاص... لكم الله في غفوتكم , ومرقدكم البرزخي الى ان تبعثون ...وأما أنت ...اموون... لم تعيشي بعدُ لكي
تتعلمي منا... كيف تموتين ؟!! 
= فجر الثلاثاء 24 يونيو2014م=



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا زائرنا الكريم يسعدنا كثيرا ان تنشر تعليقاتك واقتراحاتك

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.