09 أبريل 2015

قصة قصيرة عذراء البحر


قصة قصيرة عذراء البحر

مسعود علي الغتنيني



عاشت آمنة.. يحتضنها الجبل في حنو ويغسل البحر رجليها كل حين لها معه ألف حكاية وحكاية ...عشقته حد الثمالة تماهت معه فأصبحا جسداً واحداً.. رأت أولادها تتطاول هاماتهم الشهب ، فلقد تميّزوا في كل شي وشقوا الصخور الصمّ ليصلوا لقمم المجد.. لم يقف في طريقهم عائق فاخرت بهم صويحباتها ، رأت الحزن يسكوا وجوههن فأخذت تمشي أمامهن في خيلاء تزهوا بأجمل حلة موشاة بخيوط الذهب والحرير... نامت ليلتها آمنة كعادتها.. ولم تكد تسبح في عالمها البهي المترع بكل ماهو جميل حتى هزّ أذنيها ازيز الرصاص وأزكم أنفها رائحة البارود ظنت نفسها تحلم لوهلة ..فتحت عينيها بصعوبة هالها مارأت ..!! ماذا يجري أمامها ؟!! أحقاً هذه هي ؟!! أم إنّ الأمر ألتبس عليها ؟!!
رأت البحر يقذفها بحممه فيحيل ليلها إلى جحيم .. أصوات ترتفع وأنين يتزائد .. أطفال يصرخون وكهول يستغيثون...وهناك ثلة من أبنائها يعبثون بكل شي..ويخمشون وجهها المضيّ بأصابعهم الملوثة هتكوا سترها ، عروها ، وتركوها على قارعة الطريق تندب حضها ، وتشكوا عقوق من ارضعتهم يوماً ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا زائرنا الكريم يسعدنا كثيرا ان تنشر تعليقاتك واقتراحاتك

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.